المحرر العيون
تزامنا مع اختفاء المدعو البشير مصطفى السيد، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو عن الانظار بتيندوف، أطلقت بعض المنابر الاعلامية العنان لتأويلاتها، مدعية احتمال عودة هذا الرجل الى المغرب، و هو الخبر المستبعد جدا، في وقت لا تستند فيه المقالات المغربية المنشورة في هذا الصدد على اية دلائل و انما كتبت بالعاطفة التي لا يمكنها أن تنفع الطرح المغربي بقدر ما ستضره اذا ما تأكد من أن خبر عودة المعني بالامر غير صحيح، ما من شأنه أن يمس بمصداقية وسائل الاعلام التي نشرت الخبر و أن يجعلها محسوبة على الجهات المعلومة.
خبر اختفاء البشير، ليس سوى عينة من مجموعة من الاخبار التي تم تداولها بشكل عاطفي، و اكتشف فيما بعد أنه لا اساس لها من الصحة، فانعكست سلبا على مصداقية الاعلام المغربي، الذي بات في أمس الحاجة الى معالجة قضايا الصحراء بكل موضوعية، و المساهمة في ايجاد حل سياسي و سلمي للمشكل، عوض خدمة اجندات تستفيد من اطالة أمد النزاع، و تأكل و تشرب بلا حسيب ولا رقيب، و هي الجهات المتواجدة في تيندوف و الجزائر، بالاضافة الى المغرب، تعمل على اطالة النزاع و تعرقل المجهودات الدولية و الشعبية في هذا الصدد حتى تستفيد لاطول مدة ممكنة.
البشير مصطفى السيد، و بكل بساطة، لن يعود الى المغرب، و من أراد أن يرفع التحدي فليتفضل، لأن هذا الرجل يعتبر من بين القيادات الاكثر استفادة من النزاع حول الصحراء، كما أنه استطاع خلال المدة التي قضاها في مخيمات تيندوف، أن يحرر لنفسه نصيبا من المساعدات الانسانية المنهوبة، و يمكن القول، أن البشير مصطفى السيد، يستفيد بتيندوف أكثر مما سيستفيد منه اذا ما عاد الى المغرب، و الذي سيمنحه اذا ما جاد و تكرم، منصبا ساميا و فيلا بحي الرياض، بينما يتمتع الرجل بامتيازات لا تعد ولا تحصى في الجبهة و في الجزائر، و بامكانه الاقامة في احسن دول العالم بتكلفة تتحملها الجزائر و لا يدفع فيها فلسا واحدا.
ان قطيع الجمال الذي يمتلكه البشير مصطفى السيد، يستوجب على المغرب أن يقترض من البنك الدولي حتى يعوضه اياه، هذا دون الحديث عن الاملاك و العقارات المنتشرة عبر كل من الجزائر و اسبانيا و عدد من دول أمريكا اللاتينية، زد على ذلك، السلطة التي ظل الانسان يسعى اليها منذ تواجد سيدنا ادم على الارض، و هي التي لا يمكن للمغرب أن يعوض السيد عليها، في وقت يحتل فيه هذا الاخير منصب وزير دون انتخابات و لا هم يحزنون، بل و بامكانه رفع طلب لجنرالات الجزائر يختار من خلاله المنصب الذي يريد فيتم تمكينه منه، فهل المغرب قادر على تعويض البشير مصطفى السيد، عما سبق ذكره؟
و للاشارة، فان جميع الاخبار المتداولة بين الصحراويين فوق أرض المغرب أو خارجه تؤكد بأن السيد قد يكون تائها في الصحراء، بعدما خرج بحثا عن احدى قطعان الجمال التي يمتلكها، و هو ما استدعى تنسيقا ميدانيا بين البوليساريو و موريتانيا بهدف البحث عنه، و ايجاده قبل أن تأكله رمال الصحراء، بينما تشير بعض المعطيات الى احتمال تورط الجزائر في مقتله، بعدما أعرب عن معارضة لتعيين ولد البوهالي على راس الجبهة.