التفكير الشاذ يدفع ويحمان الى هدم حفلة حامي الدين

سالم باحنيني المحرر

 

ساهم أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بشكل غير مباشر، في هدم الحفلة التي عانى عبد العالي حامي الدين كثيرا من أجل تنظيمها بعدما استطاع استقطاب وزراء و قياديين في حزب العدالة و التنمية، في مشهد أثار حفيظة العديد من المتتبعين.

 

تدخل أحمد ويحمان، على هامش الندوة التي نظمها حامي الدين، من أجل الدفاع عن نفسه في قضية أيت الجيد، ضم تصريحات خطيرة، عكست حقيقة التطرف بداخل هذا الرجل من الجهة، و أفقدت الندوة مصداقيتها من جهة أخرى.

 

رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي يتمالك نفسه أثناء حديثه عن موت باها و الزايدي، خرج بشكل تلقائي عن نص الموضوع، لينتقل الى الخوض في مناهضة التطبيع و مهاجمة اسرائيل بدعوى أنها تكون عصابات مسلحة بالمملكة.

 

و لو أننا غير ملمين بالشأن الامني في بلادنا، و تابعنا كيف أن أجهزتنا الامنية و الاستخباراتية قد تمكنت من تفكيك العشرات من الخلايا الارهابية التي كانت تعتزم النيل من أمننا و استقرارنا، لصدقنا كلام ويحمان، و لما وصفناه بالهرطقات الصادرة عن شخص لا محل له من الاعراب في قاموس العمل الجمعوي في بلادنا.

 

تصريحات المعني بالامر تنم عن جهله التام لمقومات الامن القومي في بلادنا، و تؤكد على أن من يسبح في فلك العدالة و التنمية لا يمكن أن يغير من قناعاته و تفكيره اتجاه اسرائيل و مواطنيها الذين يتمتعون بالحق في الحياة شأنهم شأن باقي سكان العالم.

 

مصطفى الرميد الذي كان حاضرا خلال الندوة، و بصفته وزيرا معنيا بحقوق الانسان، مطالب بتنوير الرأي العام حول تصريحات ويحمان، التي قد يعتبرها البعض تطرفا و معاداة للسامية، قد تخلق لبلادنا الكثير من المشاكل على المستوى الدولي، خصوصا و أنها أُلقِيت في حضرة وزراء يمارسون مهامهم في حكومة العثماني.

 

و إذا كان ويحمان متمسك بمحاربة التطبيع “وهذا من حقه طبعا” فلابأس بأن نذكره بأن من بين الاشخاص الذين يعيشون فوق التراب الاسرائلي مغاربة، قضوا سنوات في المملكة المغاربة، حيث كانوا يتعايشون مع المسلمين في أمن و سلام، و يتبادلون كل شيء، حتى الاكل و العادات، في زمن لم يكن للتطرف فيه مكان في قلوب المغاربة.

 

مغاربة يهود يعيشون في اسرائيل، لكنهم لم يتنكروا لوطنهم الام، و لم يبيعوه لدولة من دول الخليج مقابل المال كما نتابع ما بفعله البعض اليوم، هؤلاء يدافعون عن مغربية الصحراء أن يطلب منهم أحد ذلك، و متمسكون بالعرش العلوي المجيد دون مزايدات أو امتيازات، هؤلاء مواطنون مغاربة صالحون من واجب الدولة أن تحافظ على روابطها بهم و أن تُبقي على علاقتها معهم.

 

إن ما يحتاجه المغرب اليوم، ليس تلك الشعارات الرنانة، التي غالبا ما تختفي بعد كل استحقاقات انتخابية، و ليس استعمال الدين في مآرب سياسية من أجل الحصول على أصوات المواطنين، و إذا كان باها و الزايدي قد قُتلا فعلا كما يدعي ويحمان، فما المانع الذي يحول دون أن يؤكد ذلك أقرب المقربين منهما، بما في ذلك الابناء و الاقارب؟ أم أن ويحمان لأجل إظهار ولائه لبنكيران و العثماني مستعد لاتهام ساكنة كوكب عطارد بقتل باها؟؟؟؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد