الراقصون على سيمفونية الإيرانوفوبيا

بقلم المصطفى احسني

إن الانتصارات الكبرى التي حققها محور المقاومة في حربه على “تحالف الإرهاب الدولي” على كل الجبهات، جعلت دعاة الفتن والدمار ، صانعي وداعمي وممولي الجماعات التكفيرية الإرهابية، ومصدري الفكر الظلامي التخريبي يتجرعون مرارة الهزائم والخسائر والخيبات، أولئك الذين راهنوا بقوة على كسر عزيمة وإرادة قوى الممانعة،فوظفوا جميع الوسائل وسخروا كل الإمكانيات، فلم يدخروا أي جهد في سبيل تنفيذ مخططات ومشاريع قوى الاستكبار والصهيونية، والرقص على إيقاع سيمفونية الإيرانوفوبيا،متوهمين أنهم برقصهم على هذه المعزوفة يستطيعون تحريك الشارع في إيران ومحاصرتها ومنعها من التقدم وتحجيم دورها ونفوذها المتنامي على الساحتين الإقليمية والدولية. فالأمريكان والصهاينة وخدامهم في المنطقة يتحينون الفرص لزعزعة أمن واستقرار إيران بمحاولات يائسة للركوب على أبسط وأتفه الأحداث فتارة يتحدثون عن ثورة ضد نظام الجمهورية الإسلامية،ويروجون للأكاذيب والسيناريوهات المضللة عبر وسائل إعلامهم الرخيصة، بغرض إثارة الفوضى والفتنة داخل المجتمع الإيراني وما مسألة “الحجاب الإجباري” إلا واحدة من تلك الوقائع التي راهن عليها المتربصون والمتكالبون. وتارة أخرى يتطاولون على اختصاصات مؤسسات دولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليكيلوا الاتهامات لإيران، كان آخرها ما صدر عن ما يسمى “اللجنة العربية الرباعية” أو كما تعرف بدول حصار قطر (السعودية والبحرين ومصر والإمارات)،ضمن بيان لها تتدعي فيه أن إيران لم تلتزم بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي، وقد كان الرد الإيراني حازما وشافيا، حين اعتبر هذه الدول غير مؤهلة للتحدث بشأن هكذا أمور. بكل تأكيد هي غير مؤهلة للخوض في قضايا تهم الكبار ، فالهواة لا يحق لهم حشر أنوفهم في مسائل وملفات العمالقة الذين خبروا السياسة والمفاوضات وتدرجوا في سلاليم التفوق العلمي والتكنولوجي والسياسي والعسكري والاستراتيجي.

 

 

لقد راهنوا على زعزعة استقرار إيران بعدة بمحاولات فاشلة ، في حين أنهم لن ينجحوا في إقناع أي أحد في العالم، لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا أنفسهم كنموذج ديمقراطي أو كدول تحترم أبسط حقوق شعوبها، وبالتالي فهم غير مؤهلين لانتقاد إيران في الوقت الذي لا يمتلكون شيئا مما هو موجود فيها من مؤسسات دستورية وحركية سياسية نشطة كالانتخابات التي تجرى بانتظام ووفق معايير دولية منذ الثورة الإسلامية.

 

 

ومع تقدم محور المقاومة في حربه على فلول تحالف الإرهاب الدولي في سوريا والعراق تشتد حمى المراهنين على تفتيت المنطقة، أذناب الامبريالية والصهيونية ويصابون بالسعار ، فيبحثون عن أي مسوغ للحيلولة دون سقوط مشاريعهم ومخططاتهم، ليعودوا لممارسة كل أشكال الضغط والابتزاز سعيا منهم لحفظ ماء الوجه، وذلك بالتحريض على إيران كونها القوة المحورية والركيزة الأساس التي تدرك جيدا كيف تنتزع الحق ولا تستجديه من أحد.

 

 

فقد أثبتت إيران وحزب الله وسوريا إلى جانب روسيا أن ما سمي بالثورة في سوريا كانت مجرد مخطط صهيوني-أمريكي لتقسيم المنطقة ومحاصرة إيران وتصفية القضية الفلسطينية سرعان من سقط وانكشفت خيوطه ، مخطط أوكلت مهمة تنفيذه لأطراف إقليمية جندت له مرتزقة من كل بقاع العالم ورصدت له كل الإمكانات المالية والتسليحية لا لشيء سوى خدمة إستراتيجية الصهيونية والاستكبار العالمي، التي تتمحور حول توفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني الغاصب، وتمكينه من التفوق العسكري على حساب جميع دول المنطقة بدون استثناء، والذين يهرولون للتطبيع مع العدو الصهيوني ويتفاخرون بالتحالف معه ويتنافسون في تنفيذ مخططاته في المنطقة طمعا في الحفاظ على كراسيهم سيلقون مصير أنطوان لحد وعصابته في الجنوب اللبناني، ومصير نظام صدام حسين في العراق،ونظام الشاه في إيران، فهم مجرد أدوات بيد الصهيونية العالمية والاستكبار العالمي سرعان ما تنتهي صلاحياتها لترمى في مزابل التاريخ، فهم في نظر قوى الغطرسة والاستكبار مجرد أبقار تحلب ولما يجف حليبها تباع للجزار، أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهي عصية على الكسر، والشعب الإيراني ذو عزيمة وقوة لا تقهر مهما حاول الأعداء.

 

 

وإذا كان التواجد الإيراني في ساحة المعركة لمواجهة أدواتهم المتمثلة في الجماعات التكفيرية الإرهابية يقض مضاجعهم ويسبب لهم القلق والخوف على مشاريع أسيادهم الأمريكان والصهاينة فيلجأون للصراخ والبكاء والعويل متهمين إيران بغزو العراق وسوريا فقد سمعوا الرد المناسب من قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامينئي،حيث قال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتباحث مع حكومات المنطقة حول تواجدها الإقليمي ، فلماذا يتوجب عليها مناقشة الغرب في ذلك ، فعندما ترغب إيران بالتواجد في أمريكا ستتفاوض مع حكومتها عندئذ.

 

 

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها في المنطقة عازمون على دحر الإرهاب وكبح الغطرسة الصهيونية-الأمريكية، وتلقين أذنابها دروسا في الصبر والثبات على المبادئ، لأن قوى الاستكبار العالمي لا تفهم إلا لغة وحيدة وهي لغة القوة وهذه سياسية يجيدها محور المقاومة ولن يحيد عنها قيد أنملة، أما الذين لا يتقنون سوى سياسة الخنوع والانبطاح والتبعية فما عليهم سوى الاستمرار في الرقص على إيقاع سيمفونية الإيرانوفوبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى