المحرر العيون
من غير المعقول أن تتهم بلدا باحتلال بقعة ما فوق الارض، و أنت تتابع التنمية التي يعيشها هذا المكان، و تقارن الماضي بالحاضر لتكتشف بأن هذا البلد الذي تعتقد أنه مستعمر، قد جعل من ارض كانت مجرد صحراء قاحلة، مدينة تتوفر فيها جميع المقومات، و تشيد عليها البنايات الشاهقة، و البنيات التحتية التي جعلت منها مدينة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
خطأ جسيم ذلك الذي وقعت فيه المخابرات الجزائرية، عندما انتجت تقريرا مصورا في اعقاب قرار المحكمة الاروبية، و نسبته لاذاعة جبهة البوليساريو، خصوصا و ان مشاهدة الشريط يحيلنا على مجموعة من المعطيات التي تفيد بأن مصدره هو المخابرات الجزائرية، ولا علاقة لاذاعة هاوية بحجم اذاعة الجبهة به، لا من قريب ولا من بعيد.
ان اول ما يثير الانتباه بعد تشغيل التقرير، هو صوت المذيعة الجزائرية في قناة النهار “إيمان عبادي”، التي كانت تعلق على الشريط بصوتها الرجالي المعهود، و لعل المتتبع للقضية الوطنية، و للخلاف السياسي الجزائري مع المغرب، يعلم جيدا العلاقة التي تربط قناة النهار بالمخابرات الجزائرية، و دورها الاعلامي في الترويج للمخططات الاستخباراتية التي لا تستهدف المغرب فحسب، بل و حتى الاصوات المعارضة للنظام الجزائري المشلول.
التقرير الذي أنتج في كواليس قصر المرادية، و تعمدت الجهات المنتجة له، وضع ختم تلفزيون جبهة البوليساريو في اخره، يعتبر ضربة موجعة لاطروحة الانفصال في الصحراء، و يعكس حجم التنمية التي تحققت في اقليم الصحراء منذ تركه الاسبان أرضا قاحلة، شيدت فوقها منشات عسكرية بالطوب و الحجر، خصوصا و عددا من اللقطات تضمنت صورا للشوارع و البنايات الشاهقة من قلب العيون، و المنشات التي لا توجد حتى في الجزائر العاصمة.
مقاطع لموانئ العيون و الداخلة، في شريط مصدره الخصوم، تعكس حجم الاستثمارات التي حققها المغرب في الصحراء، و تؤكد للعالم أن الجزائر نفسها لم تستطع أن تشيد ميناءا في حجم الموانئ المشيدة في كل من طانطان و العيون و الداخلة، هذا دون الحديث عن البنيات التحتية التي ظهر بعضها في التقرير الذي يصب بالدرجة الاولى في مصلحة المغرب، و الذي يدحض ما يتم تداوله بخصوص احتلاله للصحراء.