هكذا يحارب بنكيران الفساد: صناديق نهبت و الأستاذ يدفع الثمن

المحرر الرباط

 

في الوقت الذي يعقد فيه المغاربة كبير اﻵمال ﻹصلاح منظومة التربية والتكوين واﻹطمئنان على المستقبل الدراسي لفلذات أكبادهم خصوصا بعدما تذيل المغرب ترتيب المنظمات الدولية والوطنية المهتمة بقضايا التربية والتعليم، يبدو أن عصا الاصلاح التي استعملها بنكيران في محاربة الفساد داخل المجال التربوي، قد أخطأت التماسيح و لم تصب سوى الاساتذة و التلاميذ.

 

“الثورة البيضاء” التي أحدثها مجلس “عزيمان ” فيما أطلق عليه بالرؤية اﻹستراتيجية 2015/2030 ﻹصلاح التعليم، لم تكن سوى ماذبة للمفسدين داخل وزارة التعليم من أجل الاغتناء و تحصيل ثرواة استعصى على حكومة الاسلاميين ارجاعها للدولة، تماما كما هو الشأن بالنسبة لميزانية صندوق التقاعد التي نهبت دون ان يتم تحويل المتورطين فيها الى القضاء، و كأن الدولة لا تحاسب سوى سارقي الدجاج و “الفراقشية”، و ممتهني النشل داخل الحافلات…

 

عصا الاصلاح التي تحدث عنها بنكيران و اخوانه خصوصا وزير العدل و الحريات، انكسرت بعد أول محاولة لضرب الفساد، فلم يستطع البيجيديون محاسبة اي متورط في تلك الفضائح التي أزكمت روائحها الانوف، اللهم بعض الاعفاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي لن تشفي في يوم من الايام غليل المغاربة، الذين اكتشفوا ان وعود بنكيران لم تكن سوى هرطقات انتخابوية، سقط عنها القناع في اول يوم من عمر الحكومة.

 

و حتى لا تقف العجلة، بعدما افرغها المفسدون من الهواء، لم تجد حكومة البيجيديين، سوى الاستاذ ككبش فداء، تم استعماله بايعاز من نقابة الحلوطي، لملئ الصناديق الفارغة، من خلال نهج سياسة لا ينهجها سوى الضعفاء و المهزومون في المعارك السياسية، اعتمد هؤلاء في انجازها على ما أسموه اصلاح التقاعد، و هاهم يكملونها بما اسفرت عنه الجداول الدراسية.

 

و يشتكي عدد كبير من الأستاذة، من اﻹكتظاظ مباشرة بعد تسلمهم الجداول الدراسية الخاصة بهم، حيث اكدت بعض المصادر، أن بعض الاقسام في عاصمة المملكة، التي تعتبر مراة لجودة التعليم في بلادنا، قد وصلت الى 56 تلميذ، و هو ما يجعلنا نتساءل عن الاعداد التي ستكشف عنها الايام بالمدن البعيدة التي لا تتوفر على بنيات تحتية تضاهي نظيراتها في الرباط، كما يجعلنا نتساءل عن مستقبل التعليم في بلادنا، في وقت استكمل الحاج بنكيران توظيف المقربين منه، و لم يعد يشغل باله مستقبل الجيل القادم.

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد