المحرر الرباط
لا يختلف اثنان، و لا تتناطح معزتان كون قناة “أورونيوز”، تعد واحدة من بين القنوات الدولية الاكثر مهنية في العالم، و التي تخضع موادها الاعلامية لألف رقابة و رقابة قبل ان تبث على الاثير، حيث يلتقطها ملايين المشاهدين عبر مختلف دول العالم، و تعيد نقلها مئات الجرائد بمختلف تلاوينها كل حسب لغة اصدارها و طبيعة مجال نشاطها.
و اذا كانت القناة قد بثت تقريرا حول كرانس مونتانا في نسختها المغربية، و دمجت من خلاله أغنية ثورية تمجد البوليساريو و تدعو الى الثورة على المملكة المغربية، للمغنية الراحلة “مريم منت الحسان”، فان الامر لا يمكن أن يكون مجرد صدفة، خصوصا و ان المسؤول عن هذه المهزلة سيستمع حتمالكلمات الاغنية التي نطقت بشكل واضح، قبل دمجها في التقرير، و لكم أن تحكموا بعد استماعكم لها.
من هنا نتساءل عما اذا كانت قناة من حجم “أورونيوز” ستسقط في مثل هذه الهفوة، لو أن الامر متعلق بمنتدى نظم بالجزائر أو في احدى الدول الاروبية الموالية لها، و نحن جميعا نعلم بأن الخطأ محتمل في هذا المنبر بنسبة جد ضئيلة، خصوصا عندما يتعلق الامر بقضية وصلت للعالمية، و تشكل أهمية كبير لدى المنتظم الدولي، بل لها ما لها من حساسية داخل الدولة المغربية التي تساهم في صناديق هذه القناة بالملايير.
هفوة قناة “أورونيوز” و ان كانت مقصودة أو عن غير قصد، فهي تحيلنا على طرح مجموعة من التساؤلات، حول مصير الملايير “الممليرة” التي تضخها الدولة المغربية في صناديق عدد من الجهات و جيوب بعض الاشخاص، و من بينها هذه القناة، دون أن تجني نظير ذلك شيئا، و تعيد اشكالية الصناديق السوداء التي تعتبر منبعا ل “المال السايب” دون حسيب ولا رقيب، في وقت تتعمد فيه الحكومة اللجوء الى تدارك المواقف عبر اثقال كاهل المواطن بالضرائب و الزيادات في الاسعار.