غريب ازريعة
قد تبدو التجارب قليلة فيما يخص جانب فتح قنوات التواصل بين المنتخبين نتيجة ترسبات نمطية ليست وليدة اللحظة بالضرورة وإنما هي محصلة عقود من التراخي عن أداء واجب السؤال والمساءلة والبحث في أسباب الانقطاع أو شبه القطيعة بين المنتخب والمنتخب خاصة وأن الأول مول للثاني في إطار علاقة السهر على احتياجته ورسم تطلعاته واقعا ملموسا أو حتى السعي لتحقيق ما يمكن تحقيقه.
والحكم بما سلف له مسببات ندلل عليها بفتوة المجتمع المدني المغربي وتحولاته الجوهرية تبعا للمتغيرات العالمية، الشيء الذي بدا يأخذ أبعاد أخرى بعد دستور 2011 الذي أقر دوره الفعال والمحوري في سن السياسات العمومية، زيادة على دور الرقابة والتوجيه في إطار من الشراكة الرامية إلى النهوض بالبلاد على مختلف الأصعدة، وعيا من القيادة السياسية لما للمواطنة من أدوار ذت وزن في خطط الإقلاع التنموي الذي تصبو إليه البلاد.
كل هذه اللبنات إذا امتطيناها وصلت بنا إلى سنم تجربة نموذجية بل نموذج، مشخصة في جمعية سمسم-مشاركة مواطنة كمنظمة مغربية مستقلة وغير ربحية تعتمد على أساليب عصرية مستلهمة من روح العصر في خلق تواصل بين المواطنين والمواطنات المغاربة والمؤسسات العمومية والحكومة بعيدا عن التعقيدات الإدارية التي كانت سببا في ذاك الشعور الجمعي بالاستبعاد والعزل عن صنع القرار خاصة لما لهذه القرارات من تأثير على حقوقهم سواء في الشق الأجتماعي أو الاقتصادي، أيضا هناك إحساس مقابل من جانب المسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان بالبعد لعدم توفر قنواة قوية، في ظل هذا الوضع برزت تجربة سمسم مواطنة-مشاركة في تسليط الضوء على آليات التواصل بين مختلف الأطراف لخلق نوع من الدراية المتبادلة بين المواطن والمسؤول، الأول بتطلعاته ومدى تحقق البرامج التي وعد بها والثاني بأخد تصور حول الاحتياجات المطلوبة ومدى تحقق الأهداف، وبالتالي الوصول إلى مقام المشاركة الحقة في إدارة الشؤون العامة عبر تسهيل الوصول إلى المعلومة العامة وتقديمها للمواطنين والمواطنين في وعاء التعاون مع المؤسسات العمومية والمجتمع المدني.
يمكن أن نخلص إذن إلى أن أهداف الجمعية تتنوع بين تسهيل التواصل بين المنتخبين وعموم المواطنين من خلال استخدام التكنولوجية الحديثة زيادة على وضع برامج تهدف إلى دعم وزيادة نسب مشاركة المرأة والشباب في اتخاذ القرارات التي تخصهم بالإضافة إلى دعم مجهودات المؤسسات العمومية بالمحاذاة مع ممارسة الحكامة الجيدة. لكن الملفت حقا هو قدرة هذا الجسد الشاب الذي رأى سنة 2013 على ابتكار مفهوم جديد للانفتاح انطلاقا من ذاته بتقريب برامجه من المواطن البسيط وكسر كل الحواجز بين المواطن والجمعية أولا ومنه إلى المواطن والمسؤل ثانيا (برنامج سفراء نوابك نموذجا) وبالتالي هي رسالة واضحة الخطوط مفادها أن خلق التواصل ينطلق من تجاوز كل الحواجز ولهذا المواطنة لا تعلو إلا على سنم المشاركة وللوصول إلى هذا المبتغى لابد من طرق كل الأبواب أو ببساطة يكفي أن تقول كلمة سمسم.
غريب ازريعة – سفير برنامج نوابكم لجهة العيون الساقية الحمراء