سالم باحنيني المحرر
اذا كان اعتقال الصحفي حميد مهداوي، بسبب خرجاته التي تتنافى و أخلاقيات مهنة الصحافة، و انحرافه عن المسار المسطر لاي صحفي يسعى الى النجاح في مهنته، فان خرجات المحامي محمد زيان، لا تختلف كثيرا عن تلك التي تسببت في اعتقال مهداوي، اللهم الاختلاف في المهنة و طريقة الالقاء التي يتبناها كل واحد منهما في خطاباته.
و يعكس المحامي محمد زيان، صورة صورة الصحفي حميد مهداوي، من استغلال الاحداث و الوقائع في تمرير الخطابات السياسية، و مهاجمة الدولة، في وقت يعلم فيه الجميع بأن الصحفي لا يمكن أن يستغل حدثا ما من اجل تاطير حلقيات في الشارع العام، بينما يعتبر ركوب محامي على قضية معروضة على القضاء و استغلالها للخوض في مواضيع سياسية، عملا لا يتناسب و مقومات ممارسة مهنة المحاماة.
و يرى العديد من النشطاء، أن محمد زيان الذي لازال يستغل قضية مواطن متابع في حالة اعتقال على خلفية قضايا متعلقة بالاغتصاب، من أجل ممارسة الابتزاز على الدولة، و لي ذراعها حتى يستمر في الاستفادة من الريع السياسي، قد تمادى في تراهاته، و تجاوز كل الحدود، خصوصا في ظل غياب الردع الذي يجب أن يأتي كردة فعل على تصريحاته المستفزة، و في ظل ترفع عدد من الجهات التي هاجمها عن الرد عليه.
كما أن استغلال المعني بالامر لمعاناة شخص مسلوبة حريته، و محاولة الركوب على قضيته من أجل تسويق خطابات سياسية جوفاء، يعتبر فعلا مشينا لا يتناسب مع أخلاقيات شخصية من المفروض انها حملت لقب “نقيب المحامين”، هذا مع العلم أن زيان، قد استغل قضية بوعشرين في مهاجمة عدد من الجهات و الشخصيات التي لا تربطها اية علاقة بالملف، خصوصا عندما حشد الصحافيين للخوض في مواضيع تخص وزراء و قطاعات عمومية بعيدة كل البعد عن ملف الصحفي المعتقل.
ركوب زيان على الاحداث، لا يمكن اعتباره اعتباطيا بقدر ما هو استغلال بشع لمعاناة البشر، و محاولة لادخال مواضيع في أخرى لا علاقة لها بها، لأنه و يكل بساطة، يعي جيدا أن عويله لن يلقى اذانا صاغية اذا لم يستعمل “أرنب سباق” لجذب انتباه الراي العام، الشيء الذي حدث في بداية الامر مع معتقلي الريف الذين تبرؤوا منه، ثم مع توفيق بوعشرين الذي طالبه بالابتعاد عن ملفه حتى اشعار اخر.
و تكمن اوجه التشابه بين مهداوي و زيان، في خروجهما عن سياق المهنة، و خوضهما في مواضيع من المفروض انها بعيدة كل البعد عن المواضيع التي تتعلق بالقضايا التي يعالجانها، و عندما يقول مهداوي “هادي والله ما دولة” خلال حديثه عن قضية صلاح الدين الخاي، فان ذلك لا يختلف عن حديث زيان على المناجم و الوزير أخنوش في ندوة صحفية تتعلق بقضية توفيق بوعشرين، الشيء الذي جعل العديد من المعلقين يتساءلون عما اذا كان الرجل سيستمر في تراهاته دون أن يجد من يوقفه عند حده.