سؤال لطالما راودني في قضية الصحراء

المحرر العيون

 

لا شك أن جبهة البوليساريو قد تمكنت من تكوين قاعدة شعبية بالاقاليم الجنوبية، سواء بتقديم الدعم لعملائها أو بطرق اخرى، تستخدمها في ذغذغة مشاعر الصحراويين، خصوصا في المجال الثقافي، الذي استخدمت فيه الاغاني الثورية و الابيات الشعرية لمهاجمة النظام المغربي، و احتقار المواطنين المغاربة الموالين للمغرب سواء كانوا صحراويين أو منحدرين من الاقاليم الشمالية للمملكة.

 

مئات الابيات الشعرية الحسانية التي نظمها شعراء البوليساريو، هاجموا من خلالها الصحراويين الفخورين بمغربيتهم، و وصفوهم بالخونة، و الاف الحملات المغرضة التي نظمت على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتهم من خلالها الانفصاليون، عددا كبيرا من الصحراويين بالخيانة و نعثوهم بابشع الاوصاف، و لعل اخرها ما تعرضت له المغنية سعيدة شرف من انتقاذات لاذعة بسبب المواقف التي تعبر عنها من خلال اغانيها.

 

طيب، بما ان الانفصاليين و معهم جبهة البوليساريو، يعتبرون كل صحراوي موالي للمغرب، خائنا، و لطالما هاجموا عددا كبيرا منهم عبر صفحات الفايسبوك، و عبر القوافي الحسانية، نتساءل عن الاسباب التي تحول دون ان يهاجم هؤلاء فئة معينة من الصحراويين، خصوصا و ان هذه الفئة تظهر للراي العام و كأنها المنقد الوحيد للمملكة المغربية بالصحراء، و الممثل الشرعي و الوحيد للصحراويين سياسيا و ثقافيا و حتى رياضيا، لأنها تتحكم في جميع المجالات و تدعي استغلالها لمساعدة الدولة.

 

لماذا لا يهاجم الانفصاليون عددا كبيرا من افراد العائلات الثرية في الاقاليم الصحراوية، و التي تستفيد من الكعكة و لها فيها نصيب الاسد، بينما تقتصر الانتقاذات على فاعل جمعوي نظم ندوة للتعريف بالحكم الذاتي، أو مغني أدى مقطعا يمجد من خلاله المغرب؟ هذا سؤال لطالما راودني كلما تتبعت انشطة الانفصاليين على الموقع الازرق، و كيف أنهم يهاجمون فئة غير لا محل لها من الاعراب، بينما اثرياء الحرب الحقيقيين في الثراء ينعمون.

زر الذهاب إلى الأعلى