“ضيعة مول افريقيا” ج4: عندما تفاوض شركة أكوا باسم الدولة في قضية الصحراء

المحرر الرباط

 

و لأن وزارة الفلاحة التي من المفروض أنها مؤسسة عمومية يقودها موظفو الدولة تحت الرئاسة السياسية لوزير يعينه جلالة الملك، قد تحولت الى ضيعة لصاحب شركة افريقيا، يفعل فيها ما يشاء و متى شاء و كيف شاء، دون أن يعارضه احد، و دون أن يتجرأ احد حتى على قول اللهم ان هذا منكر، فقد خسر المغرب الكثير في اتفاقيته الزراعية مع الاتحاد الاروبي، و بعدها اتفاقية الصيد البحري.

 

نعود بالذاكرة شيئا ما الى الوراء، و نستحضر قرار الحكم الاستينافي للمحكمة الاروبية أواخر سنة 2016، و الذي قضى باستثناء الصحراء من الاتفاق الزراعي المبرم مع المملكة المغربية، و ما عقبه من قرارات داخل وزارة الفلاحة، انتهت باعفاء السيدة عبير، مديرة ديوان أخنوش انذاك، و تعيينها مديرة لمكتب تابع للوزارة، ثم بعدها بمدة قليلة، اعفاء سفيان لاركيط، الذي كان يشغل منصب مدير الاحصائيات و الاستراتيجية، المشرفة على الاتفاقيات مع الاتحاد الاروبي.

 

عدد من الموظفين داخل وزارة أخنوش، ربطوا قراري عزل كل من عبير و سفيان، بالضربة التي تلقاها المغرب من طرف محكمة الاتحاد الاروبي انذاك، و أكدوا على أن الملف قد أسند الى أشخاص لا علاقة لهم دون مراعاة الشروط التي تقتضيها مثل هذه الملفات، و هو ما تسبب في خسارة قضية عادلة بسبب محامي فاشل، لم يستطع حتى مجابهة من يصفهم المغاربة بالجماعة الارهابية، امام كبريات المحاكم الدولية، في مشهد ينم عن اهمال الوزير للمصالح التابعة له، و عدم اكتراثه بالقضايا المصيرية للشعب المغربي.

 

الغريب في هذا الامر، و ما يثير القلاقل في كل ما سبق ذكره، هو أن عبير و سفيان، الذين تم اعفاؤهما عقب قرار استثناء المنتوجات الزراعية القادمة من الصحراء، من اتفاقية الزراعة بين المغرب و الاتحاد الاروبي، قد جاء بهما الوزير من شركته “أكوا” و وضعهما على راس موظفين عموميين، يشتغلون تحت امرة الدولة، بل الادهى من كل هذا، هو أن الوزير التجمعي، أمر الموظفين بتطبيق تعليمات الوافدين على الوزارة بالحرف، مشيرا الى انهما يتحدثان بلسانه، ما يجعلنا نتساءل عما اذا كانت الدولة المغربية هي من تفاوض الاتحاد الاروبي أم أن الوزير قد فوض لشركته “أكوا” ذلك في ظل سكوت باقي المتداخلين.

 

و قد يكون عزيز اخنوش، ذلك الرجل النافذ صاحب المال و الجاه و النفوذ، الذي عجز حتى عبد الاله بنكيران على مجابهته، و الذي يخشاه الصحافيون و المسؤولون و المراقبون، و حتى بعض الوزراء و قادة الاحزاب، لكن عندما يتعلق الامر بالقضايا المصيرية للوطن، يستوجب على كل مواطن يتنفس ولو جزءا بسيطا من هواء هذا الوطن، الخوض في مواضيعه، فأخنوش لديه طائرة مستعدة لمغادرة البلاد في اية لحظة، و نحن من سنبقى في هذا الوطن اذا ما وصلت رجلها الى عنقها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد