المحرر الرباط
نعيش و لأول مرة في التاريخ، موسم “بلاك فريداي”، خارج نطاق التجارة، حيث تخصص هذه المناسبة، لتشجيع الناس على الاقبال على منتوجات تطالها تخفيضات مهمة، و لان سومة توفيق بوعشرين تعيش بدورها على وقع تخفيض سومتها، فقد تم اطلاق “بلاك فريداي” على ضوئها، مكن المتبضعين باسم حقوق الانسان، و القيم و غيرها من الشعارات، من الدخول على الخط، و التفلسف كل حسب قناعاته و توجهاته.
انشاء لجنة للتضامن مع مدير يومية أخبار اليوم، المتابع بتهم خطيرة، قد تتسبب في سجنه لسنوات طوال، يعتبر انطلاقة حقيقية لموسم “بلاك فريداي” سيمكن الوجوه القديمة الجديدة، من التبضع بارخص الاثمنة، و دون اللجوء الى عناء انجاز التقارير و الدراسات بهدف تلقي الدعم من الخارج، و هو ما بدأ يتحقق بالفعل، بعدما سجل المتتبعون لقضية بوعشرين، دخول عدد من الجهات التي تحالفت بقدرة قادر، تحت شعار: ” فلتسقط العدالة و ليعش توفيق بوعشرين”.
التشكيك في صحة الاشرطة التي شكلت عنصر ادانة لبوعشرين امام دفاعه قبل دفاع الضحايا، شكل اكبر ذريعة بالنسبة للمتاجرين بقضية هذا الاخير من اجل الدفاع عنه، لسبب بسيط، يكمن في يقينهم من استحالة وصول الراي العام الى هذه المواد المصورة، و هو ما يجعل لجنة الدفاع عن الباطل، تسعى الى زعزعة يقين الراي العام فيما اذا كان بوعشرين هو بطل تلك الاشرطة أم العكس، في وقت اقر فيه بعض أعضاء هيأة دفاع الصحافي المعتقل، بصحة الاشرطة، بل و تناقلوا تفاصيلها باشمئزاز.
و عندما نتحدث عن لجنة تضم خديجة الرياضي، و المعطي منجيب، و عبد الرحمان بن عمرو، فاننا امام عصابة منظمة، لها سوابق في تحريف الوقائع، و مهاجمة القضاء مع محاولة التاثير عليه، و هو ما تكرر في العديد من القضايا التي عرفت دخول هؤلاء على خطها، كقضية تلميذ منجيب، الذي اعتقل متلبسا بالفساد، و القضايا التي كان يعلق عليها بنعمرو عبر موقع بديل، بالاضافة الى العشرات من الملفات المعروضة على القضاء، و التي حاول هؤلاء الترويج لها بطريقتهم الخاصة بغية الضرب في مصداقية القضاء المغربي.
انضمام خديجة الرياضي الى لجنة الحقيقة و العدل، لا يختلف كثيرا عن تضامنها قبل سنوات مع نادية عبد السلام ياسين، بعد تسريب صور لها تضمنت قضاءها لعطلة خارج ارض الوطن، برفقة الحبيب المتزوج، حيث حاولت الرياضي انذاك، التشكيك في الصور رغم وضوحها، و سعت جاهدة الى جعل الراي العام يعتقد بانها مفبركة، رغم أن ظهور الاستاذة نادية فيها، جاء واضحا كوضوح الشمس في يوم جميل “على قول عبد الهادي بلخياط”، و رغم أن أعضاء من الجماعة اعترفوا بصحتها و عبروا عن اسفهم لما حدث، و ذلك بعدما تاكد اغلبهم بان الاموال التي يساهمون بها للعدل و الاحسان، تصرف في المنتجعات.
ان من يحاول اليوم، التشكيك في الاشرطة التي تابعها العشرات من المحامين، و معهم هيئأة المحكمة و توفيق بوعشرين بنفسه، لا يختلف كثيرا عن الشخص الذي قال في المثل المغربي الدارج “ولو طارت معزة”، خصوصا في ظل المعطيات التي تقع بالتزامن مع المحاكمة، بعدما رفضت “ح ب” الحضور لتقديم شهادتها في الملف، و بعدما ضبطت أخرى، مختبئة داخل صندوق سيارة نجل المحامي محمد زيان، و الذي اختفى منذ انتشار هذا الخبر، رغم اعلانه عن ندوة صحفية في وقت سابق، و لأن الحقوق قد تميعت في هذا البلد السعيد، و اصبح لقب حقوقي يطلق على النطيحة ما اكل السبع، فلا عجب من أن تشكل لجنة و ثانية و ثالثة للدفاع عن الباطل و التشكيك في الحق.