المحرر- متابعة
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن بلدات إسبانية قررت تبني سياسة مقاطعة إسرائيل؛ ردا على اعتداءاتها بحق الفلسطينيين.
وأضافت أن مدينة “أوفييدو”، عاصمة مقاطعة استورياس (شمال غرب)، قررت إلغاء حفل موسيقي لفرقة من مدينة “نتانيا” الإسرائيلية، كان مقررا الخريف المقبل.
وتلقى منظم الحفل بلاغا رسميا من البلدية يفيد بأن الإلغاء هو قرار سياسي بعدم تنظيم فعاليات إسرائيلية في المدينة، وفق الصخيفة.
وتابعت أن الفرقة تقدمت بشكوى لدى السفارة الإسرائيلية في مدريد ضد قرار البلدية، التي ألغت أيضا حفل “باليه” إسرائيليا.
وذكرت الصحيفة أنه يتولى إدارة “أوفييدو”، منذ ثلاث سنوات، ائتلاف يساري يرفض التعامل مع السفارة الإسرائيلية.
ونقلت عن مصدر في السفارة قوله: “بما أن الحديث يدور عن مقاطعة كلاسيكية، فيمكن اعتبارها أساسا لرفع دعوى مالية-سياسة ضد البلدية.. سنعرض القضية على محامين محليين (إسبان) لاتخاذ خطوات قضائية”.
ورأت الصحيفة أن قرار البلدية الإسبانية جزء من ظاهرة مقاطعة متصاعدة لاحظتها السفارة الإسرائيلية في إسبانيا على مستوى البلديات والجانب الأكاديمي والثقافة.
وأضافت أن قرارات المقاطعة على هذه المستويات اتُخذت على خلفية القمع الإسرائيلي في قطاع غزة ،الشهر الماضي.
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 120 فلسطينيا، يومي 14 و15 مايو/ أيار الماضي، خلال مشاركتهم في احتجاجات سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.
كما جاءت قرارات المقاطعة على خلفية التغيرات السياسية في إسبانيا، خاصة حجب الثقة عن رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، زعيم الحزب الاشتراكي، بداية الشهر الجاري، وترؤس بيدرو سانشيز، من حزب العمال الاشتراكي، الحكومة الجديدة.
ويضم الائتلاف الحكومي حزب “بوديموس” الاشتراكي والاستقلاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين.
ويتبنى “بوديموس” موقفا صارما تجاه إسرائيل، وهو المسؤول عن كل مبادرات مقاطعة إسرائيل في بلديات إسبانية، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
وقررت بلدية فالنسيا، ثالث أكبر المدن الإسبانية، بداية الشهر الجاري، إعلان المدينة “موقعا خاليا من الابارتهايد الإسرائيلي”، ما يعني مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا.
وشمل نص القرار انتقادا شديدا لإسرائيل وتضامنا ودعما للشعب الفلسطيني.
ويقود الائتلاف البلدي في فالنسيا حزبا “بوديموس” والعمال الاشتراكي.
وذكرت الصحيفة أن السفارة الإسرائيلية سعت إلى مواجهة قرارات الأحزاب الاشتراكية، لكنها فشلت.
وأضافت أن نائبة رئيس بلدية فالنسيا، وهي من حزب العمال الاشتراكي، أبلغت ممثلي السفارة الإسرائيلية أن صور القمع في غزة دفعت الرأي العام إلى الضغط لاتخاذ خطوات ضد إسرائيل.
ويثير قرار المقاطعة قلق شركات إسرائيلية تعمل في المدينة الإسبانية، رغم عدم اتخاذ أي إجراء عملي ضدها حتى اليوم.
وحذرت السفارة الإسرائيلية من أن بلديات إسبانية أخرى ستنضم إلى حملة مقاطعة إسرائيل.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إن الحكومة الإسبانية السابقة عبرت عن موقف رافض لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، بل واتخذت إجراءات لمواجهتها.
وأضافت أن السنوات الأخيرة شهدت تبني عشرات المدن الإسبانية قرارات بمقاطعة إسرائيل، لكن تحركات منظمات مؤيدة لإسرائيل ساهمت في تراجع 24 بلدية عن قراراتها.
وقال زعيم حزب “بوديموس”، بابلو اغليسياس توريون، في تصريح قبل أيام، إن “إسرائيل دولة مجرمة وغير شرعية.. وعلى إسبانيا العمل بشدة على مواجهتها”.
وحصل حزب “بوديموس” في الانتخابات البرلمانية، عام 2015، على 20 بالمئة من أصوات الناخبين.
واتهمت منظمة مؤيدة لإسرائيل، لم تذكر “يديعوت أحرونوت” اسمها، الحزب بأنه “معاد للسامية”، لأنه يعتبر إسرائيل “دولة غير شرعية”.
وقالت هذه المنظمة إنها قررت مقاضاة بلدية فالنسيا، خاصة وأن المحاكم الإسبانية بما فيها المحكمة العليا، ألغت في السابق قرارات 16 بلدية بمقاطعة إسرائيل.
فيما تراجعت بلديات أخرى بشكل طوعي عن قرارات المقاطعة.