المحرر الرباط
هذا المقال ليس بدفاع عن فؤاد عالي الهمة، و لا عن القصر الملكي، بقدر ما هو تحليل لواقع فرسان العدالة و التنمية، و لقنديلاتهم، في انتقل فيه هؤلاء من الجدال حول اللوائح الموازية لحزبهم، و التي تضمنت أسماءا لم تصوت عليها اللجنة المركزية، و انما فرضها عبد الاله بنكيران لعدة اعتبارات ربما بمتلك تفسيرات لها، الى مهاجمة بلاغ القصر معتبرينه دفاعا عن فؤاد عالي الهمة، على حساب نبيل بنعبد الله.
و من خلال متابعة من ينتقذ بلاغ القصر، الذي صدر كتعقيب على تصريحات نبيل بنعبد الله، و الجرائد التي تتعمد ادراج الخبر على اساس غضب القصر بسبب تطاول بنعبد الله على الهمة، في محاولة لتوهيم الراي العام بكون القصر يدافع عن المستشار الملكي، نكتشف أنها نفس الجرائد التي دافعت عن عمر بنحماد و فاطمة النجار بعد فضيحة “القمقوم”، و هي الجرائد نفسها التي تداولت شريط مزوار و الهمة داخل احدى الحانات القطرية.
من يحاول تغليط الراي العام اليوم، هم الذين دافعوا عن عبد الصمد الادريسي بعد اعتدائه على عامل بسيط، و هم يدافعون عن عبد العالي حامي الدين في قضية مقتل الطالب أيت الجيد، و هم من يضيفون التوضيحات لخطب بنكيران، و يكملون ما لا يتجرؤ الامين العام لحزب المصباح على الخوض فيه، و هم من دافعوا من قبل على الشوباني و محمد صديقي و عن بنجلون في قضية الرشوة و القائمة طويلة.
و من خلال تطرقهم لموضوع بلاغ القصر حول تصريحات بنعبد الله، يحاول هؤلاء انتقاذ البلاغ و جعله انحيازا للهمة أمام الراي العام، حتى يوصلوا فكرة للمواطن مفادها أن القصر يقف الى جانب المستشار الملكي على حساب نبيل بنعبد الله، و بالتالي على حساب جميع الاحزاب بما فيها العدالة و التنمية، الذي صرح امينه العام بأن الرجل طيب و بأن “الماتش” بينهما قد انتهى، مؤكدا على أن الهمة و منذ مغادرته للسياسة لم يعد منافسا لحزبه.
العدالة و التنمية تدافع عن الشوباني و ينتقذ أمينها العام أحكاما قضائية صدرت في حق مناضليه، حزب الكتاب يدافع عن أمينه العام و يعتبر الاعتداء عليه بمدينة اسا عملا همجيا، و يتابع الجميع ذلك بشكل عادي، لكن عندما يدافع القصر الذي يتواصل مع أجهزة من تعرف من أين تقضي النملة حاجتها، عن محيطه و يؤكد على أن مستشاري الملك لا يتدخلون في السياسة، تقام الدنيا ولا تقعد، و يحاول البعض التأكيد على أن بلاغ الديوان الملكي انحاز للهمة، و على أن بنعبد الله هو ذلك الملاك الطاهر الذي لا يخطؤ أبدا.
و لماذا لا نقل بأن الملك قد اعطى أوامر باجراء تحقيق في تصريحات بنعبد الله، و لم يتم اصدار البلاغ الا بعدما تاكد أن الهمة بريء من التهم التي وجهت اليه؟ خصوصا و أن الزج بمستشار ملكي في تطاحنات سياسية ترفع عنها منذ سنوات، يعتبر تطاولا على المحيط الملكي الذي أعلن الملك شخصيا عن عدم انتمائه لاي فريق سياسي، و الذي من المفروض أنه ممنوع حتى من التصويت في الانتخابات.
ان بلاغ الديوان الملكي، يعتبر اشعارا للمواطن و للفرقاء السياسيين، بخصوص ترفع المحيط الملكي عن السياسة و ما يدور في فلكها، ولا يمكن لاي كان أن يقحم اسما ينتمي لمحيط القصر في الصراعات السياسية بهدف استقطاب أصوات الناخبين، و هو ما يجب على من يحاول انتقاد البلاغ معرفته، خصوصا و أن الزج باسم مستشار ملكي داخل الحسابات السياسية الضيقة، يتضمن تطاولا على القصر الملكي و مخالفة للتعليمات الملكية التي لا يحق لاي كان أن يخالفها.