المحرر ـ متابعة
كشفت مصادر اعلامية، أن سكان جماعة تمنارت، صباح أمس الأثنين، على وقع حرائق كثيفة في واحات النخيل، وهي الحرائق التي تندلع للعام الرابع على التوالي في هذه المنطقة الواقعة جنوب تيزنيت وغرب مدينة طاطا.
و وفق ذات المصادر، فقد كشف عمر بوهوش، رئيس جماعة “تمنارت”، ان حجم الخسائر المادية لحريق اليوم قاربت 80 ألف نخلة موزعة على واحتين.
وعزا بوهوش لعنة الحرائق التي تصيب المنطقة كل عام إلى عوامل بشرية بالدرجة الأولى، وقال “هناك عوامل بشرية وراء اندلاع هذه الحرائق، إما بسبب الإهمال، أو بسبب فعل إجرامي بهدف تشتيت الإنتباه”، ويضيف “ما يجهله كثيرون أن المنطقة لا تبعد سوى بـ60 كيلومتر عن الحدود الجزائرية، ولدينا شكوك في تورط مافيات التهريب في هذه الحرائق، حتى يشتتوا انتباه الأمن والجمارك، لكي يقوموا بتمرير بضاعاتهم بأمان”.
من جانبه، قال أحمد نظيف، رئيس فدرالية جمعيات تمنارت، إن لغز اندلاع الحرائق في واحات المنطقة يحير الساكنة منذ أربع سنوات، وأضاف “ما معنى أن تندلع النيران في واحة على الساعة الثالثة صباحا؟ إنه توقيت يستحيل فيه اندلاع نيران نتيجة الحرارة المفرطة أو نتيجة انعكاس لأشعة الشمس على قطعة زجاج، لذا يبقى لغز هذه الحرائق محيرا، ويسترسل “عادة تشهد منطقة فم الحصن وأقا درجات حرارة أعلى من جماعة تمنارت، لكن هذه المناطق المرتفعة الحرارة لم تشهد في هذه السنوات الماضية حرائق مماثلة لما تعانيه تمنارت”.
وحسب نظيف، فإن رجال المطافئ استغرقوا ثلاث ساعات من أجل الوصول إلى جماعة تمنارت، قادمين من مركز فم الحصن البعيد فقط بحوالي 25 كيلومتر، مضيفا “اندلعت النيران عند حدود الساعة الثالثة صباحا اليوم الاثنين، وعندما وصلت سيارات الإطفاء كانت النيران قد التهمت كل أشجار النخيل في الواحة، لقد وصولوا عند الساعة السادسة صباحا، مع العلم أنهم قدموا من مركز فم الحصن فقط”.
ويتفق رئيس الجماعة عمر بوهوش مع طرح الفاعل الجمعوي؛ إذ يؤكد أن الجماعة تقدمت قبل عامين بملتمس لعمالة طاطا لفتح مركز للوقاية المدنية بجماعة تمنارت، وهو الطلب الذي لم تستجب له العمالة حسب بوهوش، ويضيف “إن الطامة الكبرى تتجلى في كون جماعة تمنارت، التي تبقى المنطقة الأكثر عرضة للحرائق في المغرب، تبعد بـ120 كلم عن كلميم و140 كلم عن تزنيت، في حين أنها تبعد عن طاطا بأزيد من 164 كلم، بمعنى أنه علينا أن ننتظر قدوم المساعدات من أبعد نقطة، في الكوارث الطبيعية لا يجب أن نمتثل للمجال الترابي، وهذه إشكالية أخرى علينا تجاوزها”.