عمّـــــــار قــــردود الجزائر
وفي الأردن، أعلن مفتي عام المملكة الهاشمية محمد
و لأول مرة منذ عدة سنوات يُعاكس المغرب السعودية في تحديد موعد عيد الأضحى و هو ما يؤكد مدى حدة و عمق الخلاف المغربي السعودي و الذي تأكد بشكل كبير عندما قاطع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لأول مرة منذ سنوات قضاء عطلته الصيفية بالمغرب كما درجت العادة.
إن موضوع الارتباط و العلاقة بين عيد الأضحى و بين شعيرة الحج في مكة المكرمة هو موضوع جدلي, فالجدل فيه قائم بين المسلمين في العالم. فبعضهم يناقش الموضوع بشكل عاطفي و يرى أن عيد الأضحى في كل العالم يجب أن يكون في اليوم الذي يلي يوم الوقوف في عرفة. أما البعض اللآخر فيقول أن عيد الأضحى ليس مرتبطاً بيوم عرفة أو بشعائر الحج, إنما هو شعيرة إسلامية منفصلة و مستقلة بذاتها, و يجب أن تحدد تبعاً للرؤية المحلية للهلال.
حدثنا أبو عبد الرحمان قال: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أخبرنا إسْمَاعِيلُ قَالَ: أخبرنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ ،: قَالَ: “(كَانَ لأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ من كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النحر)” .
وحدّثني عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ . حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئاً، حَتَّىٰ يُضَحِّيَ».
كما أنه ( ص ) وضع قواعد عيد الأضحى دون إرجاعها إلى طقوس الحج أو يوم عرفة كما سنرى في الحديث التالي:«أَوَّلُ مَا تَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّي ثُمَّ نَرْجِعُ فَتَنْحَر، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لاِءَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»
حدّثنا قُتيبةُ حدَّثنا أبو عَوانَةَ عن الأسْوَد بن قَيس عن جُندَب بن سفيَانَ البَجَليِّ قال: «ضحّينا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُضحاةً ذاتَ يومٍ، فإذا أُناسٌ قد ذبحوا ضَحاياهم قبل الصلاة، فلما انصَرَفَ رَآهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنهم قد ذبحوا قبل الصلاة فقال: من ذبح قبلَ الصلاة فلْيَذبحْ مَكانها أُخرَى، ومن كان لم يذبحْ حتى صلَّينا فَلْيَذْبح على اسم الله».
حدّثنا مسدَّدٌ حدَّثنا إسماعيلُ عن أيوبَ عن محمدٍ عن أنسِ بن مالكٍ رضي اللهُ عنه قال: «قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: من ذَبحَ قبلَ الصلاة فإنما ذَبحَ لنفسِه ، ومن ذَبحَ بعد الصلاة فقد تمَّ نُسكهُ وأصاب سُنَّةَ المسلمين
وهي من المسائل الاجتهادية ، وقد استدل كل فريق من العلماء بأدلة ، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (1248) .
والقول باعتبار اختلاف المطالع هو الأصح عند الشافعية ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية واختاره من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين ، وقد سبق نقل فتواه في جواب السؤال رقم (40720) .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف العلماء في العمل باختلاف المطالع من دخول الشهر وخروجه :” والذي يظهر لي أن اختلافها لا يؤثر ، وأن الواجب هو العمل برؤية الهلال صوماً وإفطاراً وتضحية متى ثبتت رؤيته ثبوتاً شرعياً في أي بلد ما ..
يحتفل المسلمون في العالم أجمع بقدوم عيد الأضحى المبارك من كل عام، فمنهم من يذهب إلى أداء فريضة الحج، ومنهم من يبقى في داره محتفلاً ويقوم بنحر الأضاحي إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، فما هو تاريخ عيد الأضحى، وما سبب تسميته بهذا الاسم؟!
وبالتالي فإنّ عيد الأضحى مرتبط بالأضحية، أما عن وقتها فهي في يوم النحر يوم عيد الأضحى، وكذلك في أيام التشريق الثلاثة التي تأتي بعده، وينتهي وقت الأضحية مع غروب يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
واحسرتاه…على المسلمين..؟
المسلمين لن يكونوا موحدين في الاحتفال بعيد الأضحى هذه السَنة فقد انقسموا إلى طائفتين أعلنت إحداهما العيد يوم الثلاثاء 21 أوت 2018 واختارت الثانية أن يكون العيد يوم الأربعاء 22 أوت 2018 و يتحمل أهل السياسة وأولي الأمر مسؤولية هذه الاختلافات الحادة و غير المسبوقة التي تحدث أحيانا بين أبناء البلد الواحد.