المحرر الرباط
كعادتهم، لم يفوت بعض المواطنين المقيمين في الصحراء المغربية، فرصة مسيرة البيضاء من اجل ترديد نفس الاسطوانة التي تتضمن أغنية “تهميش الاقاليم الجنوبية للمملكة”، في محاولة للمطالبة بمزيد من المال و الدعم المخصص من صناديق الدولة، لصالح المنتخبين و الفاسدين من المسؤولين.
و ان كان بعض اخواننا في الصحراء لازالوا يظنون بان الدولة قد همشت فعلا الاقاليم الجنوبية، ندعوهم الى البحث في ارشيف الصور التي التقطت لمدن الجنوب قبل الاستقلال عن الاحتلال الاسباني، و الوقوف على الحالة التي كان يعيشها الصحراويون ابان السبعينات، و كيف أن هذه المدن لم تكن سوى صحراء قاحلة شيد عليها بعض المؤسسات التابعة للاستعمار.
و رغم أن الدولة قد جوعت مواطني الاقاليم الشمالية للملكة من اجل تنمية اقاليمنا الجنوبية، الا أن بعض الاشخاص لازالو يصرون على أن هذه المدن تعيش على وقع التهميش ، علما أن ما ضخته الدولة في صناديق مدن الصحراء قد يفوق ميزانية عدد من الدول التي تعيش على وقع الفقر، و هو ما لم يظهر بسبب من يساندهم هؤلاء في الانتخابات.
تصريحات الاشخاص الذين يؤكدون على تهميش الصحراء، لا تغدو أن تكون مجرد نفاق ملفوف بالخوف و التملق، لعدد من اثرياء الحرب الذين استغلوا الوضع في الصحراء فنهبوا أموال الدولة و اموال المواطن، و هم يعلمون جيدا ان الدولة تذر على الصحراء بسخاء، بينما ينهب المفسدون اموالها، دون أن يتجرأ أحد على انتقادهم و تبقى الدولة حائطا قصير يستعمل من اجل ممارسة الابتزاز.
شخصيات لم تكن تساوي فلسا واحدا قبل السبعينات، اصبحت من كبار رجال الاعمال، تحت ذريعة الشيوخ و الوجهاء، و أخرى استطاعت بفضل ما تحصلت عليه من اموال أن تحصل على الجنسية الاسبانية، بينما يعيش المواطن البسيط تحت عتبة الفقر، و هو نفس الشخص الذي تسبب لنفسه في تلك الحالة المزرية، بسبب تصويته على من ياكل رزقه.
فيا اخواننا في الصحراء، عن اي تهميش تتحدثون، و البنزين يباع بنصف الثمن في مدنكم؟