إيطاليا ماضية قُدمًا في محاربة الهجرة غير النظامية دون هوادة‎

عمار قردود المحرر

 

أكد وزير الداخلية الإيطالي “ماتيو سالفيني”عدم  التراجع عن سياسته حيال الهجرة غير النظامية قائلا ً “إن حكومات الحزب الديمقراطي واليسار السابقة في البلاد سمحت بغزوها من 700 ألف مهاجر”.
وكان مسؤول في خفر السواحل الإيطالي، قد انتقد بشدة رفض وزير الداخلية إعطاء  تصريح لسفينة (ديتشوتي) التابعة للدولة بالرسو وإنزال 177 مهاجرًا على متنها في  أحد موانئ البلاد، واصفا إياه بـ”التصرف غير المفهوم والمحرج” وهو ما رفضه  سالفيني في تصريح بثته وكالة (آكي) الإيطالية أمس الأربعاء.
و ربط وزير الداخلية الإيطالي السماح بإنزال المهاجرين، بالحصول على ضمانات  من الاتحاد الأوروبي لتوزيعهم لاحقا على دول أوروبية أخرى، لكن أي دولة عضو في  الاتحاد لم تعلن الالتزام باستقبال مجموعة منهم كما تطالب روما.
ويأتي ذلك فيما بقي 177 مهاجرًا غير نظامي تم إنقاذهم قبل أيام قبالة سواحل  ليبيا،عالقين ليومهم الثامن في ميناء كاتانيا الإيطالي الذي دخلته السفينة قبل  يومين بعد جدل تكرر مرارا مؤخرا بين السلطات المالطية والإيطالية بشأن من  يتعين عليه تولي أمر المهاجرين المنقذين بعد انطلاقهم من السواحل الليبية.
من جهتها، حرصت المفوضية الأوروبية مع استمرار غياب أي حل عملي للمهاجرين  الـ177 العالقين على متن السفينة الإيطالية على تأكيد أن الأمر يتعلق بالدرجة  الأولى بأزمة إنسانية،  قائلة “نتحدث عن أشخاص يتعين وضع حد لمعاناتهم بأقرب  وقت ممكن”.
وأكدت المتحدثة باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي توف أرنست أن المفوضية لا تزال  “تبذل جهودا دبلوماسية حثيثة وتتواصل مع الدول الأعضاء من أجل السماح للسفينة  بإنزال المهاجرين في مكان آمن”، دون أن تتحدث عن بوادر أي حل يلوح في الأفق.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أمس الأول تصميمها على بذل كل جهد ممكن  لمساعدة السلطات الإيطالية على حل المشكلة، مؤكدة موقفها الداعي إلى حل جماعي  لمشكلة الهجرة حيث رأت أنه “يجب على الجميع التعاون للبحث عن حل دائم إذ لا يمكن الاكتفاء بحلول قصيرة المدى ومؤقتة”.
يشار إلى أن السفينة “ديتشوتي” أنقذت الأربعاء الماضي قاربا على متنه 190  مهاجرا غير شرعي في المياه المالطية قبالة المياه الليبية أجلت منهم 13 إلى  مستشفى في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
إيطاليا تسمح لـ 29 قاصراً  بالنزول من سفينة المهاجرين “أوبالدو ديتشي” العالقة في صقلية
سمحت السلطات الإيطالية في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس لـ 29 قاصراً غير مرافقين بالنزول من سفينة أوبالدو ديتشي التابعة لخفر السواحل والتي ترسو منذ يوم الاثنين في ميناء قطانيا في جزيرة صقلية.
سفينة خفر السواحل أوبالدو ديتشي رست الإثنين في ميناء قطانيا وهي تقل 177 مهاجرًا غير شرعي، لكن وزير الداخلية اليميني المتطرف في إيطاليا، ماتيو سالفيني، رفض السماح لأي من اللاجئين والمهاجرين بمغادرة السفينة.
وقال سالفيني في تغريدة على موقع تويتر مساء الأربعاء: “لقد وعدت بالدفاع عن حدود إيطاليا وأمن الإيطاليين وهذا ما أفعله منذ شهرين. وسأستمر في ذلك. الإيطاليون أوّلا..الباقي، سنرى”.
وكان الوزير الإيطالي قد صرح قبل فترة بأن إيطاليا “لن تكون بعد الآن مخيما للاجئين في أوروبا”.
وتصر روما على موقفها بأن مالطا هي التي يتوجب عليها استقبال مجموعة المهاجرين المتواجدين على سفينة أوبالدو ديتشي لأن سفينة الإنقاذ المالطية مرت أولاً بمنطقة البحث والإنقاذ، لكن فاليتا ترفض موقف روما بحجة أن المهاجرين يريدون الوصول إلى إيطاليا.
ووسط هذا الجدل، ناشد رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي دول الاتحاد الأوروبي أن يستقبلوا بعض المهاجرين، كما اشتكى في وقت لاحق من عدم حصول إيطاليا على أي رد أو مساعدة من دول من الاتحاد الأوروبي.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد دعت الأربعاء الماضي الحكومة الايطالية الى السماح للمهاجرين العالقين على متن السفينة بالنزول في الميناء “لأسباب إنسانية وطبية”. فيما قالت المفوضية الأوروبية إنها لا تزال تجري مفاوضات مع أعضاء الإتحاد الأوروبي لمحاولة حل هذه الأزمة.
وفي قطانيا، تظاهر نشطاء حقوقيون للاحتجاج على سياسة الحكومة المناهضة للهجرة ودعوا جيوسيبي كونتي لـ “حماية الناس وليس الحدود”.
ليبيا ترفض إعادة المهاجرين غير الشرعيين إليها
أعلنت ليبيا أمس الأربعاء رفضها لأي إجراء يتعلق  بإعادة المهاجرين غير الشرعيين إليها.وقال محمد سيالة وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية – في تصريح  لوكالة الأنباء الليبية – إن بلاده لن تقبل أبدا ما يتردد من أنباء” حول إعادة  المهاجرين غير الشرعيين إليها. 
وأكد أن ليبيا لا تقبل ولن تقبل هذا الإجراء “المجحف وغير المشروع”  فلديها ما يزيد على سبعمائة ألف مهاجر غير شرعي على أراضيها يشكلون عبئا ثقيلا  عليها، مشددا على ضرورة إعادة المهاجرين إلى دول المصدر التي أتوا منها،  ومؤكدا بأن ليبيا بلد عبور و”عانت ولازالت تعانى الكثير من تبعات ظاهرة الهجرة  غير الشرعية”. 
و دعا وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته بالضغط على دول المصدر وتحمل نفقات إعادتهم”، مجددا التأكيد  على أهمية معالجة هذه الظاهرة بكل جدية ومن جذورها . 
وتأتي تصريحات سيالة بعد ساعات من تصريح للحكومة الإيطالية تحدثت عن  إعادة نحو 170 مهاجرا غير شرعي إلى ليبيا.   وكانت السفينة ديتشوتي التي أنقذت مهاجرين غير شرعيين قبل خمسة أيام قد  وصلت إلى ميناء كاتانيا الإيطالي أول أمس الثلاثاء.  كما أعلنت في وقت سابق دول شمال إفريقيا رفضها المطلق لاستقبال أية  مخيمات أو مراكز لاحتضان المهاجرين غيرالشرعيين، مؤكدة بذلك رفضها للمقترح الذي  تقدم به الاتحاد الأوروبي، وسعت إيطاليا إلى تمريره.  وقالت إنها غير مستعدة لأن تجعل من أراضيها منصات مؤقتة أو دائمة  للمهاجرين غير الشرعيين الذين ضاق بهم فضاء الاتحاد الأوروبي.
الحرس البحري التونسي ينتشل جثث 4 مهاجرين
انتشل الحرس البحري التونسي أمس الأربعاء جثث  أربعة مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل مدينة قابس بالجنوب الشرقي للبلاد.وقالت إذاعة (صبرة أف أم) المحلية التونسية نقلاً عن مصدر أمني قوله إن الجثث يُعقد أنها تعود لأربعة شبان من أصل تسعة كان مركبهم قد غرق ليلة الأحد  الماضي أثناء محاولتهم الإبحار نحو السواحل الإيطالية انطلاقا من شاطئ القرين  من محافظة مدنين بأقصى الجنوب الشرقي التونسي.
وأشارت إلى أن النيابة العمومية أمرت بتحويل الجثث للتشريح بمدينة قابس  لتحديد هويات أصحابها والأسباب الحقيقية للوفاة. وكانت السلطات الأمنية التونسية قد أعلنت في وقت سابق أن مركبا خشبيا على  متنه تسعة أشخاص على الأقل غرق قبالة سواحل مدينة قابس,حيث قامت وحدات من الحرس  البحري مدعومة بطائرة عمودية بالبحث عن ركابه.
وعادة ما تتزايد محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الاٍيطالية  انطلاقا من الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر،خلال الصيف بالنظر  إلى هدوء البحر. وتعتبر جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية التي عادة ما يختارها المهاجرون غير  الشرعيين، أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية حيث تبعد عنها نحو 80 كلم فقط.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد