الراضي الليلي: نموذج للانتهازية التي تعج بها الصحراء

عادل قرموطي المحرر

 

أتعجب من بعض النشطاء الذين ينعتون محمد الراضي الليلي بالخائن، و يكيلون له وابلا من السب و القذف، بعدما قرر الانشقاق عن المغرب و ارتمى في أحضان الاخت الجزائرية التي تمارس اختصاصاتها في اطار الحرب الباردة القائمة بينها و بين المغرب منذ عقود.

 

و إذا كان البعض يرون بأن الراضي الليلي خائن لوطنه، و لا يترددون في سبه و شتمه، فإني أدعوهم الى اعادة النظر في آرائهم التي أحترمها، لأن المعلم الذي قرر مغادرة وطنه بلا رجعة، ليس سوى مثالا بسيطا لمئات الأشخاص الذين لا يربطهم بالوطن سوى الريع.

 

الراضي الليلي الذي انقلب على بلد كان حتى الامس القريب يسبح بحمده، لم يكن في يوم من الايام مواطنا صالحا، يسري حب الانتماء للوطن في عروقه، بقدر ما كان مجرد انتهازي يظهر ولاءه بالمقابل، و يتشدق الى الامتيازات نظير اظهار الوطنية الحقة، قبل أن ينتهي كل شيء.

 

و إذا كان الرجل مجرد مذيع، قد يستغل هذا المنصب لجمع الهبات و الامتيازات القليلة جدا، قد انقلب على وطنه، نتساءل عن ردة فعل المئات من الاشخاص المنتشرين في كل مكان بالصحراء، إذا ما تم غلق الصنبور عنهم، خصوصا بعض هؤلاء الذين يستفيدون من ضعف أضعاف ما كان الراضي الليلي يستفيد منه؟

 

قضية الليلي لم تكن في يوم من الايام قضية خيانة، بقدر ما هي نموذج بسيط لالاف الحالات المستعدة لتقديم الولاء للشيطان إذا ما توقفت عن الاستفادة من الريع، و حصاد لزراعة جيل من المواطنين الذين باتوا يعتبرون مقولة “الاخلاص مع لخلاص” دستورا يؤمنون به و يمشون ليه بالحرف و الفاصلة.

 

أيها الاخوة الكرام، إن صحراءكم تعج بالالاف النمادج من الراضي الليلي، التي لا يُسكتُها سوى الريع الذي تستفيد منه على حساب دافعي السبعة دراهم للاقاليم الجنوبية، و لهذا فإن توجيه الاتهام للرجل، لابد أن يتم بعد القطع مع سياسة الريع و اعادة “التعازيلة” حتى يتضح الخيط الابيض من الخيط الاسود…. والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى