هذه خلفيات زيارة ناصر بوريطة لواشنطن وعائدات الزيارة

المحررـ متابعة

كشف المتخصص في ملف الصحراء، أحمد نور الدين أن  الزيارة التي قام بها بوريطة لن تحقق أي شيء في الواقع غير “محاولة امتصاص الضربة التي قد تطال المغرب، في مجلس الامن الذي سينعقد بعد حوالي شهر من الآن”.

ووفق مصادر صحفية، فقد صرح “أحمد نور الدين” الخبير في ملف الصحراء الخارجية المغربية،  إلى أن التاريخ والوقائع التاريخية أثبتت أنه لا صدقية في سياسة الإدارة الأمريكية أو الولايات المتحدة الأمريكية، الخارجية، بدليل أنها تخلت عن الكثير من الدول التي ربطتها بهم روابط وعلاقات استراتيجية تاريخية وقوية أبرزها تركيا، بعدما ذهب ترامب مؤخرا حد فرض عقوبات اقتصادية عليها والاضرار باقتصادها، ثم ما وقع مع المملكة العربية السعودية، وهي أزمة لم تنته إلا بعدما وضعت هذه الأخيرة يدها في جيبها و”أهدت” ملايير الدولارات لإدارة ترامب، رغم العلاقة القوية التي كانت تربط البلدين منذ 45 عاما مضت.

و واستطرد نور الدين في ذات التصريح : ينضاف إلى ذلك كله،، هو أن ترامب كلف جون بلتون، بملف الأمن القومي الحساس، وهو أحد العناصر المعادين أو على الأقل غير الودودين مع المغرب في قضية وحدته الترابية، لأنه غالبا ما يدافع عن وجهة النظر الجزائرية منذ حوالي عشرين سنة، ويتحدث بذلك بكل وضوح.

وتكمن خطورة الرجل، حسب المتحدث ذاته، في كون منصب الامن القومي خطير في هندسة الادارة الامريكية لكونه ملف استراتيجي، ولذلك فإن الماسك به تكون له الأفضلية في ترجيح أي خيار استراتيجي في السياسة الخارجية الأمريكية، الأمر الذي سيجعل المغرب ينتظر الاسوأ مع هذا الشخص، وفي المقابل، “على المغرب أن يكف عن ترديد الاسطوانة المشروخة والتي مفادها أن المغرب صديق أمريكا لكون أول من اعترف باستقلال الولايات المتحدة”، يرى أحمد نور الدين.

وشدد ذات الباحث في ملف الصجراء على أن هذه الأسطوانة التي لا يكف المغرب عن ترديدها لم يعد لها معنى لأن الولايات المتحدة الأمريكية “لا تعترف إلا بمصالحها”.

واستدرك المتحدث بالقول إن “مشكلتنا ليست مع بولتون ولا مع أي أحد آخر، بل المشكلة تكمن في ضعف تصور واستراتيجية وزارة الخارجية المغربية في حسم الصراع”.

واعتبر أن وزارة الخارجية المغربية لا تشتغل على حسم الصراع في ملف الصحراء بقدر ما تعمل على تدبير هذا الصراع وإطالة أمده”.

وشدد على أن الخارجية المغربية فاشلة تماما في إدارة ملف الصحراء، بدليل أنه لا أحد من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن يقف إلى جانب المغرب بوضوح تام غير فرنسا”.

ولفت إلى أنه “إذا رفعت فرنسا يدها عن ملف الصحراء المغربية فإن المغرب قد يقع فيما لا تحمد عقباه، وهذا في حد ذاته فشل”، يقول نور الدين.

والمثال الثاني على فشل الخارجية المغربية، يضيف أحمد نور الدين، يتمثل في “ما يجري في الاتحاد الافريقي”. وأوضح أنه في الوقت الذي عاد المغرب إلى الاتحاد على أساس تصحيح الخطأ التاريخي، المتمثل في طرد الجبهة الانفصالية البوليساريو من المنظمة، استنادا إلى خطاب كيكالي للملك محمد السادس، إلا أنه وبعد ثلاث سنوات من العودة للإتحاد لا توجد أي مبادرة من الخارجية المغربية لتجميد أو طرد البوليساريو”.

مثال آخر عن الفشل المغربي في الملف، يتابع الخبير في ملف الصحراء، يتمثل في كون المغرب يطالب باستمرار بالانسحاب الكلي لعناصر البوليساريو من الكركارات، وفي المقابل يسكت عن وجود عناصر لهذه الجبهة الانفصالية في بعض المناطق الأخرى من قبيل تيفاريتي وبير لحلو، ما يعني أنه قبول بالأمر الواقع.

ونبه أحمد نور الدين إلى أن الفشل في تدبير ملف الصحراء لا تتحمل مسؤوليته الخارجية المغربية وحدها، بل حتى الاحزاب الوطنية الديمقراطية، لأنها نفضت يدها على الملف وتركته في يد الادارة والتقنوقراط، معتبرا أن الإداري لا يجب أن يدبر هذا الملف بل السياسي باعتبار الطبيعة السياسية للصراع حول الصحراء.

وذكر الباحث والمتخصص في ملف الصحراء بكون الملك محمد السادس سبق أن قال في إحدى خطبه بأنه ليس هناك شيء حسم، وحث الاحزاب على تحمل المسؤولية.

وحذر أحمد نور الدين من “الخطر الذي يدق أبوابنا، والمتمثل أساسا في قبول المغرب لاستئناف المفاوضات مع البوليساريو”. واعتبر أن القبول بهذا الخيار يعد “هدية مجانية من الخارجية المغربية للجبهة الانفصالية وللجزائر لأن الجبهة كادت أن تندثر، ومن شأن المفاوضات أن تحييها.

زر الذهاب إلى الأعلى