المحرر سلا
عقب مسيرة ساكنة القرية بسلا المنددة بضعف التعاطي مع القضية الأمنية وهشاشة المرافق الصحية، ارتأت المحرر البحث في الأسباب التي أدت إلى انتفاضة الساكنة، فأوفدت مراسلا خاصا لتجميع المعطيات والوثائق من عين المكان و اجراء لقاءات مع مجموعة من الفاعلين هناك طيلة الأيام الثلاثة التي أعقبت المظاهرة الشعبية ضد التهميش.
وقد كان من ثمار هذا التحقيق الصحفي، أن التقى موفدنا بكاتب نقابة التجار والحرفيين بسلا، ونائب رئيس جمعية سوق غريب للخضر، للكشف عن مسار من التهميش الذي طال السوق وتجاره، حيث أن أول ما استرعى انتباه المحرر، هو أن النقابي المفوه كشف صورة مهمة وثقها بعناية في ذاكرة هاتفه الخلوي، تظهر كيف أن مصالح جماعة سلا عبر مجلس مقاطعة احصين تمد السوق المذكور بمطهرات “صحية” مع وقف التنفيذ كل يوم جمعة للحد من انبعاث الروائح الناجمة عن مخلفات السمك والدواجن خصوصا.
ذات يوم انتبه أحد التجار إلى أن علبة “الدواء المطهر” منتهية الصلاحية وهو ما يشكل في حد ذاته خطرا على التجار ومرتفقي السوق معا، قبل أن يخبر نقيب التجار بهذا الخبر المفجع، و الذي مدنا بدوره بالصورة التي يظهر من خلالها و بدون أدنى مجهود أن الدواء المذكور مصنوع في أبريل 2012 ويفترض على أن تنتهي صلاحيته بعد سنوات ثلاث من تاريخ التصنيع، بما يعني انتهاء المفعول أو انعكاسه على الصحة مع مضي أبريل 2015، غير أن القائمين على مكتب حفظ الصحة بالجماعة ارتأوا من تلقاء أنفسهم تمديد الصلاحية تلك إلى شهور سنة 2018 التي نكاد نودعها.
وكشف أحد التجار أن العديد منهم يعانون من أمراض العيون والصدر وضيق التنفس و…، وذلك بفعل تراكم التفايات وصعوبة ولوج شاحنات النظافة إلى السوق، بفعل غلق منافذه من طرف الباعة المتجولين، و في ظل تقاعس السلطة المحلية عن تحرير الملك العام أسوة بباقي مناطق المغرب، كما استغرب المتحدث من كون قائدات نسوة في المحمدية والبيضاء ومكناس نجحن في تحرير ذلك الملك بينما عجز أربع رجال سلطة بالقرية ضمنهم باشا عن ذلك.
و بالنسبة لنا في جريدة المحرر، فنعتقد أن علة المرض قد انجلت، وأن من يتحملها هو المجلس الجماعي الذي سمح باستخدام تلك المبيدات المسرطنة، فإذا كان أعضاؤه يعلمون فتلك طامة كبرى وإن كانوا يجهلون فلنقرأ على تدبير الشأن المحلي السلام مصلين صلاة الغائب بمن حضر. ولنا عودة لموضوع القرية طيلة أجزاء السلسلة فتابعوا المحرر.