عمار قردود المحرر
أفادت تقارير إعلامية مغربية و عربية متطابقة أن للمغرب “اليد الطولى” في إنتهاء أو إنهاء مهام الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية بالجزائر،أمير موساوي،و كان هذا الأخير قد أعلن على صفحته الرسمية على “الفيسبوك” أنه صلى آخر جمعة له (الجمعة الماضية) في الجزائر.
وقال موساوي :” وفقنا الباري تعالى اليوم لأداء آخر صلاة جمعة في الجزائر وذلك في مسجد طيبة بحي سعيد حمدين بالجزائر العاصمة ولله الحمد”.قبل أن يؤكد خبر مغادرته الجزائر في منشور آخر جاء فيه “وداعا أحبائي الجزائريين بعد مايقارب الأربع سنوات نودع الجزائر الحبيبة وقلبنا مملؤ بالحب والود والإحترام لهذا الشعب الكريم ومايملكه من تاريخ عريق وثورة مجيدة وشهداء عظام وعلماء كبار ورجال ونساء أوفياء وشباب مبادر ومقدام وجمال طبيعة وآثار تاريخية عريقة، وذكريات لاتنسى.شكرا لكم على كل لحظة طيبة قضيناها بينكم وما لقيناه من حسن تعاون من قبل الاوساط الرسمية والشعبية هناك.نستودعكم الله وفي أمان الله وحفظه”.و بحسب مصادر “المحرر” فقد غادر أمير موساوي الجزائر فعلاً منذ 3 أيام فقط و هو ما يؤكد صحة ما أعلن عنه هو بنفسه.
ولم يذكر الدبلوماسي المثير للجدل أمير موسوي، هل انتهت مهمته رسميًا، وأسباب مغادرته الجزائر، بعد أن ظل في منصبه لمدة 3 سنوات كاملة صاحبها الكثير من الجدل بسبب تحركاته الواسعة وتصريحاته المثيرة، كان آخرها هجومه على أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين،ردًا على مشاركة أرملة بومدين في مؤتمر للمعارضة الإيرانية بفرنسا في جانفي المنصرم، وقال في تدوينته “السيدة أنيسة أحمد المنصلي تتمنى من باريس سقوط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية (الملالي حسب وصفها) وتتمنى أن ترى الإرهابية مريم رجوي تحكم إيران”.وأضاف “لو كان الرئيس الراحل بومدين حيًا ماذا سيقول لزوجته التي تموضعت مع الانبطاحين والإرهابيين وتناغم صوتها مع هؤلاء أعداء الإنسانية الذين توحدت أصواتهم ومواقفهم في المطالبة بإسقاط خيار الشعب الإيراني المقاوم واستبداله بخيار محور الصهيوأميركي التكفيري”.
و زعمت ذات المصادر أن هذا القرار جاء بعد أن كان المغرب قد وجه إتهامات لسفارة إيران بالجزائر بدعم جبهة البوليساريو، وأوضح بيان للخارجية المغربية، أن الرباط لديها أدلة دامغة على الدعم السياسي والعسكري والإعلامي، الذي يقدمه حزب الله للبوليسارو بالتواطؤ مع إيران، وفق مزاعمها.
و أشارت نفس التقارير الإعلامية أنه “وبالرغم من محاولة الجزائر نفي الأمر علنًا، إلا أنها قررت وقف نشاطه سرًا”، خاصة بعد أن أطلق ناشطون ومدونون جزائريون حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى “طرد الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية أمير موسوي”.
واختار، وقتها بعض مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي في الجزائر هاشتاغ #الجزاير_تطرد_أمير_موسوي تعبيرًا عن “رفضهم للدور الذي يقوم به هذا الدبلوماسي منذ تعيينه بالسفارة الإيرانية في الجزائر”.فهل فعلاً نجح المغرب في الإطاحة بأمير موساوي و إنتصر بذلك لقضيته و فشلت الديبلوماسية الجزائرية مجددًا؟أم أن الأمر لا يعدو أن يكون “جعجعة إعلامية مغربية مغرضة بلا طحين” و أن موساوي إنتهت مهمته التي كان مبرمجًا لها سلفًا أن تنتهي في هذا الوقت تحديدًا و ربما تزامنها مع الإتهامات المغربية ضد إيران و حزب الله أثار الشكوك حولها ليس إلا.
هذا و كانت السلطات الإيرانية،قد عينت أمير موساوي مطلع عام 2015، ملحقًا ثقافيًا لسفارتها في الجزائر، وهو سياسي ودبلوماسي وإعلامي إيراني ومدير مرکز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران.ويُعتبر من بين الدبلوماسيين الإيرانيين المتحكمين في اللغة العربية فضلاً عن الفرنسية، وهو ما ساعده على المشاركة في مختلف البرامج والمناظرات واللقاءات التلفزيونية في القنوات الفضائية العربية کمحلّل سياسي في شؤون الشرق الأوسط، وكذا كمدافع ومؤيد لحزب الله اللبناني ومحور المقاومة والنظام الإيراني بشكل أخص.، عرف عنه ظهوره في وسائل إعلام شهيرة كالجزيرة مدافعاً عن المليشيات الشيعية الطائفية الموالية لإيران؛ كحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي ونظام الأسد وغيرهم.