بوجدور: عندما يهان الوطن فوق ارض متنازع عليها تحت شعار: “المغرب الاخضر”

المحرر الرباط

 

قد نعتبر هذا المقال بمثابة رد على تصريحات الوزير عزيز اخنوش، الذي خاطبنا قائلا: “كاتعرفو الكبدة لي عندنا على لبلاد”، قبل أن نسائله عن هذه “الكبدة” التي لا نعرفها صراحة، طالما ان الأكباد قد تشابهت علينا كما تشابه البقر على بني اسرائيل.

 

صورة التقطت يوم امس بمدينة بوجدور، في فلب الصحراء، لمشروع خصص له ملايين الدراهم في إطار ما يعرف بالمغرب الأخضر، و تعهدت وزارة اخنوش بتتبع سيره، و الوقوف على تحقيق الاهداف المسطرة له، و التي من خلالها استنزفت صناديق الدولة، تلخص حقيقة “الكبدة” التي تحدث عنها عزيز اخنوش، و تسرد للراي العام كل شيء عن وطن جريح تهان فيه المقدسات ولا من يحرك ساكنا.

 

الواقف أمام بوابة هذه التعاونية، و قبل ولوجه اليها، حسبه أن يرفع رأسه حتى يترأى له العلم الوطني ممزق، فوق بناية سهل على المتداخلين في تشييدها استخلاص الملايين من المال العام، و صعب عليهم شراء راية بخمسين درهم و وضعها مكان قطعة القماش التي ترفرف فوق ارض متنازع عليها، تعتبر الراية الشيء الوحيد الذي يحفظ للبشر فيها الكرامة.

 

فوق يافطة كتب عليها مشروع في إطار المغرب الأخضر، ترفرف قطعة قماش لا تصلح حتى لمسح زجاج السيارات، على اساس انها راية للمملكة العلوية الشريفة، التي يدعي “مول المغرب الاخضر” ان كبده عليها، و في هذه البقاع التي أسيلت لاجلها أنهار من الدماء منذ الاحتلال الاسباني، يحتقر وطن تحت رعاية القائمين على فلاحة شبه منعدمة، تكاد تكون مرتعا لتبرير صرف الملايير في اطار مغرب أخضر، شاءت الاقدار أن يهان في علمه.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد