حوار مع المدير الإقليمي للتعليم ببوجدور حول مستجدات الدخول المدرسي

بوجدور ـ عبد الرحيم زياد

يتحدث ألاستاذ محمد البشير التوبالي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني ببوجدور، في هذا الحوار، عن وضعية المنظومة التعليمية باقليم بوجدور، وكل المستجدات والعمليات المواكبة للدخول المدرسي 2019/ 2018، في كل ما يتعلق بتدبير الموارد البشرية وبنيات الاستقبال والدعم الاجتماعي والشراكات ،و العرض التربوي ومجموعة من الإكراهات المتعلقة به، وغيرها من الاسئلة التي تهدف الى ا تسليط الضوء على واقع قطاع التربية والتعليم بإقليم بوجدور .

 كيف كانت انطلاقة الموسم التربوي 2019- 2018 ببوجدور ؟

أود في البداية أن أشكركم على إتاحتكم لنا هذه الفرصة التي ستمكننا من الإحاطة بواقع التعليم بإقليم بوجدور ولو جزئيا، والشكر موصول لكل طاقم جريدتكم على انفتاحه على قطاع التربية والتكوين بالإقليم.
بخصوص سؤالكم، فان الموسم التربوي الحالي2019/2018 تؤطره مجموعة من المرجعيات : الخطابين الملكيين الساميين بمناسبة الذكرى 19لعيد العرش المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب والمقرر الوزيري التربية الوطنية عدد 14/18 الصادر بتاريخ :11/05/2018 في شان تنظيم السنة الدراسية الحالية والتي يحمل فيها الدخول المدرسي لموسم 2018-2019، شعار “مدرسة المواطنة” ، الذي أنطلق يوم الاثنين 03 شتنبر 2018، “بحيث اتخذت المديرية الإقليمية والمؤسسات التعليمية جميع الإجراءات التحضيرية اللازمة قبل 30 يوليوز 2018، وذلك ضمانا لتوفير الشروط الملائمة لإنجاحه وانطلاقه في موعده المحدد، وسعيا كذلك إلى تمكين التلميذات والتلاميذ من الاستفادة من كافة الحصص الدراسية المقررة خلال الموسم الدراسي”. كما هومحدد “يوم الاثنين 3 شتنبر 2018 كموعد التحاق أطر وموظفي الإدارة التربوية وهيئات التفتيش والأطر المكلفة بتسيير المصالح المادية والمالية وهيئة التوجيه والتخطيط التربوي، وهيئة الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي والأطر الإدارية المشتركة بجميع درجاتهم بمقرات عملهم ؛ فيما إلتحق أطر هيئة التدريس بمقرات عملهم يوم الثلاثاء 4 شتنبر 2018 لتوقيع محاضر الالتحاق بالعمل والمشاركة في إتمام مختلف العمليات التقنية المرتبطة بالدخول المدرسي بإشراف من المديرين التربويين”.باعتبار الدراسة أنطلقت بشكل فعلي يوم الأربعاء 05 شتنبر2018 بالنسبة للسلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، ” حيث عملت المديرية على اتخاذ جميع التدابير والإجراءات الكفيلة بتهيئة ظروف استقبال التلميذات والتلاميذ وإنهاء كل العمليات المرتبطة بتأهيل مرافق المؤسسات التعليمية وتوفير التجهيزات، فضلا عن ضمان انطلاق الإطعام المدرسي وتمكين المؤسسات التعليمية من الكتب واللوازم المدرسية، وكذا ضبط وتدقيق المتوفر واللازم من الموارد البشرية بمختلف المؤسسات التعليمية”؛ تنفيذا للتوجيهات الملكية، واستعدادا لهذه المحطة التربوية المهمة في مسار تنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، وضمانا للانطلاقة الفعلية للدراسة في أحسن الظروف وفي الوقت المحدد لها رسميا. كما عملت المديرية على تنظيم أنشطة تحسيسية بتعاون مع الفرع الإقليمي لفيدرالية امهات واباء واولياء التلميذات والتلاميذ من اجل حث آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ على الحرص على التحاق بناتهم وأبنائهم بمؤسساتهم التعليمية في التاريخ المحدد ، بالإضافة الى تعامل فريق المديرية مع جميع الملفات بالإعداد المبكر من اجل تأهيل بنيات الاستقبال وتوفير الموارد البشرية اللازمة قصد، الانطلاقة الفعلية للدراسة في الوقت المحدد لها في جميع المؤسسات التعليمية

كما تعلمون ،فإن انجاح الموسم الدراسي رهين بتوفر الموارد البشرية والمادية الموضوعة رهن المؤسسات التعليمية ، في هذا الصدد كيف دبرت المديرية سد الخصاص ؟وماذا عن البنيات التربوية بالمديرية الإقليمية ؟

أؤكد لكم ، أن هذه السنة ، التزمنا بانطلاق الدراسة في الوقت المحدد لها،مع الاخذ بعين الاعتبار مجموعة من التحديات الطروحة أمامنا : أولا من حيث الموارد البشرية خصوصيات الإقليم كونه منطقة عبور مما يخلف عدم التوازن في الموارد البشرية ؛بالإضافة الى نقص في إجمالي الموارد البشرية ؛ و الحصيص حسب الأسلاك بالإقليم وبصفة خاصة السلك الابتدائي ، كما الاعفاء من مهام التدريس لأسباب مرضية والتحاق بعض الأطر بمسلك تكوين الادارة و؛ رخص الولادة عوامل خلقت ارتباكا في بنية الاطر التربوية بهذا السلك .
ثانيا حركية البنية التربوية بفعل الانتقالات الداخلية والخارجية حيث بلغ عدد الوافدين على المؤسسات التعلميمة العمومية في جميع الاسلاك الى اليوم ما مجموعه 374 تلميذ وتلميذة ، كما ان توسيع العرض المدرسي في اطار تجويد وتنويع الخيارات تماشيا مع رؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015/2030 بالإقليم جعلنا نفكر في تدبير الخصاص والفائض قبل انطلاق العمل داخل الفصول الدراسية بانكباب لجنة اقليمية ضمت كل من مصلحة الشؤون التربوية والتخطيط والخريطة المدرسية ومصلحة تدبير الموارد البشرية والشؤون المالية والإدارية ، على تدبير الفائض بين المؤسسات في نفس السلك اولا ، ثم بين الاسلاك حينما يستوفى الفائض ن كل ذلك من أجل ضمان السير العادي للدراسة وتامين الزمن المدرسي للمتعلمين .كما عملنا في بداية الموسم وفي اطار الحلول الإستعجالية على تقليص البنيات في بعض الإقسام بمؤسسة التعليم الابتدائي نظرا لكوننا نعاني من نقص في عدد الاساتذة في هذا السلك (8-) .
وبخصوص البنيات التربوية للمؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والتأهيلية بالإقليم فهي مريحة : فمعدل التلاميذ مناسب جدا بالمؤسسات التعليمية بجميع الأسلاك ؛ وجود أطر تعليمية كافية بجميع الاسلاك ولجميع المواد (باستثاء مادتي اللغة الفرنسية والرياضيات).

بناء على ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية تحت عنوان : ” المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببوجدور تجبر أستاذ للأمازيغية على تدريس العربية والفرنسية وتهدده بالفصل ” ، و تنويرا للرأي هل يمكن ان توضح لنا الامر ؟

الأمر يتعلق بأستاذ لسلك التعليم الابتدائي معين بمدرسة ابن الهيثم الابتدائية ببوجدور في اطار الحركة الانتقالية عن طريق التبادل الآلي لسنة 2017 بسلك التعليم الابتدائي ، رفض تسلم جدول الحصص المسند له بداعي انه لم يتلقى أي تكوين في السلك المذكور .
الاستاذ وضع تظلمه لدى الإدارة ، ويمارس مهامه مهامه بشكل عادي .
وهي فرصة لنؤكد لمنبركم الموقر حرصنا الدائم على تأمين زمن المتعلمات و المتعلمين بالإقليم ، مع التزامنا التام بالنصوص القانونية و التنظيمية المعمول بها، قبل اتخاذ أي اجراء اداري تحصينا و تعليلا لقراراتنا الإدارية و تقيدا بمبدأ المشروعية في علاقتنا بمرتفقينا .

 عقدتم عدة اجتماعات ولقاءات في بداية الدخول المدرسي الحالي كيف ؟ولماذا ؟

ج- لقد انطلق الموسم الدراسي بعقد سلسلة من القاءات مع كل الفاعلين في القطاع ، كما احدثت لجان عن المديرية ، وكلها تستهدف رصد المشاكل بعين المكان و التعريف بالمستجدات التنظيمية ، كما شهدت قاعة الاجتماعات بعمالة الإقليم وبرعاية السيد العامل ، مجموعة من اللقاءات والاجتماعات ترأسها السيد عامل الإقليم بحضورالسلطات المنتخبة و جميع المتدخلين في المنظومة التربوية، والسيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين العيون الساقية الحمراء ،و جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ،و المجالس المنتخبة والمصالح الخارجية الممثلة بالإقليم، تم خلالها تشخيص الوضع التعليمي والتربوي باقليم بوجدور ، وتحديد كل الحاجيات وكل المجالات التي تستدعي الدعم والتدخل من أجل الرقي بالعملية التعليمية، وتشجيع نساء ورجال التعليم على الجد والعطاء. وبالفعل كانت هذه اللقاءات فرصة اكدت من خلالها السلطة المحلية الممثلة في السيد العامل ، والمجالس المنتخبة على أن الشأن التعليمي أمر يهم الجميع يستوجب انخراط كل الفاعلين لمواجهة كل الإكراهات والمشاكل . وقد تم إدراج موضوع الدخول المدرسي الحالي كأول نقط ضمن جدول أعمال دورة شتنبر2018 للمجلس الإقليمي ببوجدور حيث قدمنا أمام اعضاء المجلس عرضا مفصلا حول مختلف الاجراءات والتدابير المتخذة من اجل انجاح الدخول الحالي .كما عقدت مجموعة من اللقاءات مع مجموعة من الشركاء الاجتماعيين وجمعيات امهات واباء وأولياء التلميذات والتلاميذ ببوجدور ، وذلك من اجل ضمان انخراط الجميع في انجاح الدخول المدرسي الحالي .

كيف ساهم المتدخلون والشركاء في الميدان التربوي في إنجاح الورش التربوي بالإقليم؟ ما طبيعة علاقاتكم بالشركاء والفرقاء الاجتماعيين وخاصة النقابات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني؟

 يجب ان نستحضر مضامين الخطابين الملكيين السامين بمناسبةالذكرى ال19 لعيد العرش المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب اقطاع التربية والتكوين ذو أولوية بعد الوحدة الترابية، ولنا اليقين أن التعليم شأن الجميع، بذلك نحن منفتحين على كل المصالح والقطاعات الحكومية والجماعات والسلطات المحلية والشركاء والفاعلين والنقابات وكل الجمعيات المدنية،قصد الانخراط الفعلي والمساهمة في هذا الورش الوطني الكبير، وهمنا واحد هو الرقي بالمنظومة التعليمية باقليم بوجدور وتجاوز اكراهاته ، وتحقيق تعليم هادف لكل فلذات أكبادنا؛ مع توفير كل الشروط المناسبة والظروف الملائمة لجميع الأطر التربوية والإدارية لتأدية مهامهم كما هو مطلوب، وهكذا نجد بجانبنا الدعم الكبير واللامشروط من المجالس المنتخبة والمصالح الأخرى ذات الاهتمام المشترك وعلى راسها السيد عامل الإقليم السيد ابراهيم بن ابراهيم الذي مافتئ يولي قطاع التربية والتكوين بالإقليم عناية خاصة تجسدها مبادراته الطيبة وتدخلاته الناجحة والرامية للارتقاء بشؤونه، وفي هذا الاطار نتوفر على شراكات مهمة مع عمالة الإقليم و المجلس الإقليمي والجماعات الترابية في مجالات : تأهيل المؤسسات / المليون محفظة / الارتقاء بالتعليم الأولي
وتعميمه بالمديرية الإقليمية ببوجدور كتجربة رائدة على الصعيد الوطني النقل المدرسي لفائدة قسم الدمج / ـنادي المدرس . و اننا نعقد العزم على تسخير كل الامكانات والطاقات للنهوض بمنظومة التربية والتكوين بالإقليم ومواصلة العمل في اطار تشاركي هادف الى تحقيق مصلحة المتعلم والمتعلمة ، في التزام بالقوانين التنظيمية الضامنة لإرساء مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع وبشفافية تامة ، اكيد مع صيانة الحقوق والاضطلاع بالمسؤوليات ، وخصوصا أن المؤسسات التعليمية بالإقليم تنظم زخما من الأنشطة العلمية والفنية والدعم التربوي، بفضل الطاقات الشابة المشكلة للعنصر البشري بنيابتنا؛كل هذا يجعلنا في حركة ونشاط مستمرين ومتبادلين، هدفهما الأسمى خدمة الناشئة اعتبارا للجهود المبذولة في مختلف مجالات الاشتغال . علاقتنا بكل الشركاء والفرقاء طبيعية جدا، يسودها الاحترام المتبادل، يجمعنا هم واحد،يصب في صيانة المكتسبات وتحقيق الحقوق مع أداء الواجب؛ وبالمناسبة أؤكد لكم أن الفرقاء الاجتماعيين شركاؤنا في تدبير الحقل التعليمي بالإقليم؛ يُشكرون على غيرتهم على القطاع وموضوعيتهم في طرح كل الإشكالات العالقة، والتي نتخذها على محمل الجد لإيجاد حلول منصفة، كما نأخذ بعين الاعتبار كل مقترحاتهم وأفكارهم التي تعتبر خير سند لنا، وهذه فرصة سانحة للتنويه بالمستوى العالي لشركائنا وكل الفرقاء الاجتماعيين من جمعيات ونقابات على روح المواطنة التي تتحلى بها مما اسس لعلاقة جد حسنة تضع مستقبل الشأن التعليمي بهذا الاقليم ضمن اولى الاهتمامات غيرة على ابنائه.

 كيف تعاملتم مع اشكالية الهدر المدرسي : الانقطاع – عدم الالتحاق ، و ماهي التدابير التي اتخذنها المديرية الاقليمية من اجل مواجهة ذلك ؟

ج- استحضارا لمضامين الخطابين الملكيين السامين بمناسبةالذكرى ال19 لعيد العرش المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب وانسجاما مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتفعيلا لتوصيات اللقاءات التواصلية المنظمة إقليميا بحضور كل الفاعلين المحليين من منتخبين وسلطات محلية ومجتمع مدني والتي تمت خلالها مناقشة الظاهرة وخطورتها على مستقبل الاجيال والمؤسسة التعليمية ، عملنا على اتخاذ التدابير اللازمة من اجل ارجاع المنقطين وغير الملتحقين والحد من الهدر المدرسي بالإقليم .

 كيف تشخصون الوضع التعليمي بالإقليم ؟

أصبحت العملية التربوية باقليم ببوجدو في تقدم مريح؛ وهي فرصة لنشيد نشيد بعناية كل من السيد عامل الإقليم والسلطات المنتخبة والسيد مدير الأكاديمية ودعمهم المتواصل، وجمعيات اباء وامهات التلاميذ الذي جعلنا كذلك نسير بخطى ثابتة قصد تحقيق كل الإصلاحات التربوية التي تنشدها من خلال تنزيل الرؤية الاستراتجية 2015/2030 .
أكيد ان هناك أكراهات لكن بانخراط الجميع وتعبئة مختلف الفاعلين والشركاء حول المدرسة نستطيع تجاوز ذلك.

كلمة أخيرة..

في الختام تحية تربوية عالية لكل العاملين بقطاع التربية والتكوين بالاقليم ،والشكر موصول لكل الشركاء والفرقاء و الفاعلين الاجتماعيين على دعمهم
ولجريدتكم المحرر اتقدم بجزيل الشكر على هذا الحور الذي جاء من أجل التعريف بحيثيات الدخول المدرسي الحالي 2015/2019.

حاوره : عبد الرحيم زياد

زر الذهاب إلى الأعلى