المحرر الرباط
إن المتصفح لكتاب “مسار الاحرار” الذي يدعي مناضلو حزب الحمامة أنهم قد انجزوه في اطار تجربتهم السياسية، سيقف على مشهد غريب و عجيب، يعكس حقيقة الكتاب الظاهرة في بداية، و التي قد تكون سببا في توقف الكثيرين عن مواصلة قراءته، هذا إذا تواجد أحد قد قرأه اصلا.
ما معنى أن تُعنون مقدمة الكتاب باسم رئيس التجمع الوطني للاحرار، الذي سقط بمظلة على رؤوس مناضليه؟ و كيف لكتاب يحمل في عنوانه “مسار”، أي حياة الحزب منذ تأسيسه الى اليوم، و لا يجد مؤلفوه غير أخنوش كمقدمة، نعتقد في اطار حرية التعبير أنها لا تمت للوجل بصلة، في ظل نفور الشعب المغربي من شخصه.
الجواب على هذا السؤال يقتضي العودة الى موقع الحزب، و و الوقوف على خلوه لأية اشارات لقياداته التاريخية، التي ناضلت و كافحت و سهرت الليالي لتأسيسه، من أجل التأكد من أن هناك مساعي لطمس هويته، و ربط تاريخه الاول و الاخير ب”مول الشكارة” الذي يعتبره الكثيرون وليا لنعمتهم.
و إذا كان مسار الثقة الذي يتحدث عنه الاحرار اليوم، يخلو من أي اشارة لأحمد عصمان، و من أسس الى جانبه حزب التجمعيين، بينما يقدم أخنوش الذي خاض رحلات سياسية قبل التحاقه بالحزب، على السياسيين الحقيقيين، فإن العربون يعكس الحقيقة، و إن لله و إن إليه راجعون.