الحسناء و الوحش

المحرر الرباط

 

لا يكاد الراي العام ينسى فضيحة من فضائح الاسلاميين، حتى تتفجر أخرى فتلقي بظلالها على الراي العام الوطني، ليهتز عرش البيجيدي على وقعها، و ليمتطي التقدميون أحصنتهم و يشهروا اسلحتهم الاعتيادية، في وجه المتاجرين بالدين، و مخترعي مصطلح التحكم و المنتسبين الى مصباح بدأ يفقد مشروعيته شيئا فشيئا.

 

فضيحة عبد الله بوانو و أصغر متقاعدة عرفها تاريخ البشرية، جاءت لتعيد طرح الكبت الجنسي الذي يعاني منه المتاسلمون ليس فقط في حزب المصباح، و انما في العديد من التنظيمات الاسلاموية، التي تتبنى الاسلامي بطريقة خاطئة، أو تستغله من اجل تحقيق مارب سياسية محضة، و لتميط اللثام عن الجانب المظلم ل “جهاد النكاح” داخل حزب عبد الاله بنكيران.

 

الطبيب الذي من المفروض أنه يكشف عن النساء و يفحصهن في اطار “لا حياء في الدين”، تحول الى عاشق ولهان يمارس حياة المراهقة التي حرم منها منذ ولوجه لسلك الطب، مع سيدة متزوجة، ربما قد يكون من بين العوامل التي جعلتها تضمن تقاعدا مريحا في ريعان شبابها، و العهدة على جريدة الاحداث التي لا نظن انها ستنشر خبرا من هذا الحجم دون توفرها على ادلة و براهين.

 

و ان صح الخبر الذي نشره الزملاء في الاحداث المغربية، فان العدالة و التنمية، و بعد واقعة الشوباني ثم بنحماد، يكون قد اهتز على فضيحة اخرى لكن هذه المرة “بجلاجل” كما يقوا اخواننا المصريون، خصوصا و أن الحسناء التي وقعت في احضان الوحش، سيدة متزوجة، ربما قد تكون عاشقة لتخراج العينين الذي يجيده الوحش تحت قبة البرلمان.

 

و اذا كانت اخر كلمة قالها عبد الله بوانو، تحت قبة البرلمان، هي “محاربة التحكم”، فلاباس أن نتساءل بدورنا عن دوره في تكريس هذا التحكم داخل حزب العدالة و التنمية، و كيف أنه استطاع و من خلال موقعه كرئيس للفريق النيابي للحزب، أن يحجز لمعشوقته تقاعدا مريحا، ربما قد يكون صداقا يجمعهما في اطار زواج عرفي جديد سيؤثت المشهد الديني بعد اعلان حركة التوحيد و الاصلاح عنه قريبا.

 

أن يربط صقر من صقور محاربة التحكم علاقة غير شرعية باحدى القنديلات، فذلك يمكن اعتباره خطيئة، قد يقع فيها ضعيفو الانفس، و بني البشر عموما، لما يميزهم من ضعف أمام مقومات المرأة الجميلة، لكن أن يستفيد المعني بالامر من منزل زميله في الحزب و الحركة من اجل الاختلاء بفريسته، فهنا يتعلق الامر بجماعة منظمة، تستبيح فيما بينها القنديلات، و تتبادل الوسائل و الخبرات من أجل توفير الاجواء الملائمة لذلك.

 

و يمكن اعتبار استفادة عبد الله بوانو من منزل زميله في الحزب و الحركة، من اجل الاختلاء بامرأة متزوجة، وجها من اوجه جهاد النكاح الذي ظهر في جماعة داعش المتطرفة، خصوصا و أن في هذا الامر عوامل متشابهة، لعل أهمها هو الاتحاد الذي يشكله الاسلاميون كلما ظهرت عورة أحدهم، و لن نستغرب اذا ما خرج علينا القباج و بنحماد و معهما الشوباني بمقالات تشبه اعتماد، بأم المؤمنين في حادثة الافك، و تبرؤ بوانو مما تم تداوله بخصوص هذا الموضوع.

 

بين هذا و ذاك، و ان صح من نشره الزملاء في الاحداث أم لم يصح، نتساءل عن المعتوهين، الذين سيسمحون ابتداءا من الان لزوجاتهم بالحضور لدروس بنحماد و النجاري داخل حركة الدعوة و التوحيد، طالما أن الامر يبتدئ يايات بينات من الذكر الحكيم، و ينتهي اما داخل الاقامات السكنية، او على شاطئ بحر القمقوم، كما نتساءل عما اذا كان كل شخص تداوم زوجته على تلك الدروس سيعمل على اجراء فحص “أ دي ان” لأطفاله أم أن دار لقمان ستبقى على حالها الى أن تتحول الى دار العدل و الاحسان.

 

على العموم فان عبد الله بوانو كان ذكيا في اختياره، بعدما انتقى السمراء من بين القنديلات، حتى ما اذا وقع الغلط، فلن يكون الابن من ام شقراء، و في ذلك فليتخاصم المتخاصمون.

عرض التعليقات (2)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد