في صورتين.. علو اليوسفي و انحطاط بنكيران..

المحررـ  الرباط

حينما نقارن بين صورتين، الاولى يظهر الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق، مؤخرا بمدينة وجدة ، وهو محاط بعدد من المواطنين البسطاء، والصورة الثانية، يظهر فيها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، و الزعيم السابق لحزب العدالة والتنمية، صباح اليوم الثلاثاء،أمام محكمة استئناف بمدينة فاس، وهو الى جانب المستشار البرلماني والقيادي في ذات الحزب عبد العالي حامي الدين، المتابع امام المحكمة المذكورة بتهمة المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في قضية مقتل بنعيسى أيت الجيد.

المقارنة بين فوارق الصورتين تبدو جلية لأول وهلة فعبد الرحمان اليوسفي، والذي دخل تاريخ المغرب المعاصر من أوسع أبوابه، والذي قاد حكومة التناوب التوافقي بحكمة وجدارة ونجاح، واستطاع تحقيق أشياء كثيرة للوطن منذ ايام كان مناضلا مطاردا في حزب القوات الشعبية الى اليوم وهو الشيخ الذي لم ينل منه وهن الشيخوخة وبادر الى عقد لقاء وجدة، في بادرة لفتح صفحة جديدة مع الجارة الشرقية، كل هذا الثقل والوزن في شخصية اليوسفي لم تحرك فيه شعرة، وظل كما هو بيسطا متواضعا، بدون حراس شخصيين، و سط عدد من المواطنين البسطاء، من دون بهرجة ولا ضجيج. ولا غرابة فتلك من شيم الرجال الصناديد ذوي العزم .

اما رجال الربع ساعة الاخيرة من مثل عبد الاله بنكيران، الذين قطر بهم سقف الزمن المغربي الأغبر،والذي كتب على هذا الشعب المسكين، أن يتذوق الألم والأنين في زمن تكليفه وحزبه برئاسة الحكومة، والتي ارجعت المغرب سنوات الى الوراء، بقرارات خطيرة مست السلم الاجتماعي، واضرت كثيرا بالقدرة الشرائية للمواطنين، بسسب ما أسماها اصلاحات وهي فالحقيقة كانت نكسات وتراجعات عن ما حققه المغرب من مكتسبات خاصة في مرحلة حكومة التناوب بقيادة عبد الرحمان اليوسفي.

صورة بنكيران صاحب مقولة “لن نسلمكم أخانا” وهو محاط بحراسه شخصيين ،امام محكمة فاس ومعه اتباعه ومريديه ومناصريه، تظهره وهو في جو من ألأبهة والفخامة، استفزت المتابعين المغاربة جدا، فالرجل الذي يستفيد من فرقة حراس شخصيين، وغيرها من الامتيازات، على حساب المالية العمومية، يقوم ومن دون أن يرف له جفن باستغلالها للضغط على القضاء، لانقاذ عبد العالي حامي الدين، وهو أسلوب فيه كثير من الرعونة والانحطاط، وانعدام الضمير.

الفوارق بين الصورتين كثيرة ولاحصر لها، والفرق بين الشخصتين لا تكفيه المجلدات، لكن المهم والاهم ان التاريخ يذكر كل واحد بما قدم وبما فعل، وباب التاريخ الرحب، مشاع بلا شك لرجال من امثال اليوسفي، أما أشباه الرجال سريعي الذوبان فمصيرهم النسيان والذوبان ، لانه حتى مبزلة التاريخ قد لا تقبل عليهم.

48419822 268629957163889 8920020755891093504 n

الدين محاكمة

زر الذهاب إلى الأعلى