عامان مرا على إنطفاء إبتسامة الأمل دلال رشيد

المحررـ عبد الرحيم زياد

إنطفأت قبل عامين، ابتسامة دلال المشرقة، التي التي عودتنا عليها من خلال صفحتها الفايسبوكية، إبتسامة شكلت ولفترة طويلة بالنسبة لي شخصيا عنوانا للكبرياء والتفاؤل والشجاعة وحب الحياة، في مواجهة معاناة مرض السرطان اللعين، الذي كان ينخر عظامها الغضة، شيئا فشيئا الى ان تمكن منها وسقطت صريعة له.

لم تكن الراحلة اسما وصورة لحساب فايسبوكي فقط، بل كانت صفحتها منصة فايسبوكية إنسانية، حملت الهديد والصادق من رسائل التحدي و التسامح و المودة، وكيفية مواجهة معاصب وآلام الحياة، بكبرياء وعنفوان، وبصمت وهدوء النساك، وهي تخوض رحلة كفاحها مع مرض سرطان العظام ، الذي و إن أفلح في جعلها صلعاء، فلم يفلحنهائيا في حجب ابتسامة الأمل عن وجهها.

دلال لم تكن مجرد فتاة أصيبت بمرض السرطان واستسلمت لقدرها، بل كانت رمزا وبصيص أمل لكل من مرض أو أصيب بخيبة أمل، فقد جعلت الكل يؤمن بأن لكل مشكلة حل، حيث أنها أنشأت صفحة على الفايسبوك تحت اسم “حارب لكي تبتسم” بحيث كانت تشرق مرات عديدة بكلمات مفرحة تارة ومحزنة تارة أخرى، ولكنها لم تفقد قط الأمل بالشفاء. الى أن وريت الثرى في مقبرة الحي الصناعي بحي النهضة بالرباط،
أتذكر الراحلة دلال وأتذكر درسا بليغا في الانسانية وفي كيفية ممارسة الحياة وكيفية زرع بذور الأمل الشافي في صدور متابعيها
فتحية لروحها الطيبة المبتسمة..

زر الذهاب إلى الأعلى