المحرر مراسلة خاصة
قد يجد القارئ المغربي غرابة في مقالي هذا، كما قد يعتبرونني يهوديا أو ملحدا أو شيئا مشابها لذلك، لكنني قبل أن أبدأ في سرد وجهة نظري لا باس أن اذكر من ألف استعمال الدين للتعبير عن رأيه أنني مواطن مسلم امارس فرائضي و أومن بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة و السلام، و لست من معارف عصيد ولا من المدافعين عن فاطمة النجاري، و انما أنا مواطن “شاد تيقاري”، لا دخل لي في السياسة و لا في الديبلوماسية، منذ أن قررت الانضمام الى حلف الاغلبية الصامتة.
أيها المواطنون المغاربة، نساءا و رجالا، مسلمون و أهل الكتاب و ملاحدة، ألا ترون أننا نبالغ بتبني قضايا العروبة و القومية الفارغة، التي أتت على مصر في عهد عبد الناصر، و نسفت العراق ما بعد صدام، و لاتزال ليبيا تعيش على وقع أزماتها؟ ألا ترون أن الفلسطينيين يعيشون أحسن بكثير من اخوانكم المغاربة في أنفكو و جبال الاطلس؟ ألا تفكرون في الاسباب التي تجعل المغربية تهاجر الى بلاد ال سعود فتنتهك كرامتها، و أخرى تبيع جسدها مقابل 20 درهم لا تكفيها حتى لتسديد ثمن مستلزمات الحمام؟
المغرب الذي أهمله الكثيرون ممن راحوا يتبنون القضية الفليسطينية، يعاني من حرب أقوى و اشد من تلك التي تدور أطوارها في المقدس، على الاقل لأن نسبة الامية في هذا البلد شبه منعدمة، عكس بلادنا التي تعتبر عاصمتها الادارية، و من هنا نتساءل عن الحرب التي يصورها لنا الاعلام، و لا وجود للامية في فلسطين، و نجد أنفسنا مرغمين على ترك كل شيء بين ايدينا من أجل تبني قضايانا قبل قضايا غيرنا، و من أجل التناغم مع مقومات العولمة التي اصبحت شرا لابد منه بالنسبة للدول، و الذي يعتمد على التنصل من مبادئ العروبة و الاتحاد التي لن تنجح حتى و ان تغيرت الاجيال.
الامس مواطنون فليسطينيون يساهمون في تاسيس لجنة للدفاع عن تقسيم المغرب، و اليوم نتساءل عما اذا كان مواطن يعاني من شر الحروب من شأنه أن يفكر في تأسيس لجنة ااتضامن مع شيء لا علاقة له بقضيته، و تريدونا منا أن نتضامن مع فلسطين، التي لاتزال دموع رئيسها لم تجف حزنا على بيريز، و التي يقضي مواطنوها الايام بلياليها على الحدود لعل الجيش الاسرائيلي يعطف عليهم فيسمح لهم بالعبور كي يتمكنوا من ايجاد عمل.
فلسطينيون في المغرب، يقضون الليالي الحمراء، و السهرات بجميع ألوان الطيف، و نحن نتضامن مع بلدهم؟ اخرون يتابع أبناؤهم الدراسة في المدارس الاسرائيلية و تريدون أن نتضامن مع بلدهم، شركات فليسطينية باعت الاسمن لبناء السور العازل الشهير و تريدون أن نتضامن مع بلدهم، شعب فلسطيني يعيش أسعد الايام بأموال اسرائيل فكيف لنا أن نتضامن معهم؟ فليسطيني يبيع القضية و مغربي يوجد في اخر الدنيا يدفع من ماله لتبنيها؟ فلسطيني باع أرضه ليهودي و خسر ربحها في القمار و في الملاهي الاسرائيلية هل يجوز التضامن معه؟
شعب فلسطين الذي يناصر عدد كبير منه البوليساريو و يعتبر ملفها شبيها بملفه، الى أن وصلت الوقاحة به لتاسيس لجنة للتضامن مع المرتزقة و تريدون منا أن نتضامن معه؟ فليصلحوا انفسهم اولا و بعدها ليطالبوا بالتضامن، و في انتظار ذلك ندعو دولتنا الى فك صندوق التضامن مع فلسطين فلن تجني منه سوى ما جناه مجير أم هاشم و الايام بيننا.