لازالت رؤوس الصحفيين المغاربة تسقط تباعا ، و جميع الأقلام التي تناقش الفساد و قالت لا للتبعية و الزبونية تم تكسيرها و تكسير اليد التي تحملها .
حوكم المهداوي باطلا و لفقت تهم ثقيلة لبوعشرين و قبلهم كمت افواه “و لا شاف ولا من دري ” !!، و لازالت مواضيع حساسة حارقة هي نار من قرر الخوض فيها ، و نشرها للعلن .
كل الصحفيين الذين يقبعون في السجون المغربية لم يكونوا ارهابيين و لا تجار مخدرات لكي يزج بهم بطريقة مفبركة ، و مفبركيها يجيدون اللعب في ظل تقاعس المهنة و تراجع مستوى النضال بين الصحفيين.
في جميع القطاعات ، نجد مناضلين يثورون ضد اضطهاد مهنهم ، الا مجال الصحافة فلن تجد صحفي واحد يتكلم عن زميله رغم انه على يقين تام ببراءته و يدافع عنه عبر مقال أو تصريح يشفي فيه غليل صاحبة الجلالة ، بل و على العكس من ذلك منهم من يتربص و ينتظر بفارغ الصبر فرصة لقنص فلان او فرتلان لأنه عيق و تمادى في النقذ.
النقابة الوطنية للصحافة و من منطلق الدفاع القانوني الذي خوله لها دستور المملكة ، لا تنشر ولا بيان أو تصريح من أحد قياداتها للدفاع عن المعتقلين أو تشد عضدهم و تطمأنهم على الأقل ، “وتقول”!! و أصبح دورها منكب على تحرير التعازي و تنظيم دورات تكوينية لا تسمن و لا تغني من جوع.
و في الوقت التي يعمل حقوقيون أجانب على احصاء معتقلي الرأي و الصحفيين ، لازالت النقابة الصحفية تبحث عن من تعزيه أو من تهنؤه.
الصحفيين مدعوون إلى إعادة النظر في من خُوِّل لهم حق الدفاع عنهم، و هنا أقصد النقابات ، فقد أصبحت أوراقها محروقة و أصبحت الدولة العميق تجيد الدخول و الخروج من أبوابها و إن تعثر الأمر فتدخل من نوافذها. و خير دليل على هزالة المواقف النقابية هو ما يقع في قطاع التعليم و الصحة ، التي أصبح يضغط موظفيها عن طريق تنسيقيات تضم شرفاء و ليس كراكيز.
المحرر-الرباط