المحرر الرباط
في خطوة غير مسبوقة، و في مشهد لم يألفه المغاربة منذ النجاحات التي حققها رجال الديستي في محاربة الارهاب و التطرف، تمكن عناصر المكتب المركزي للابحاث القضائية، التابع لمديرية المحافظة على التراب الوطني، فجر اليوم الاثنين، من ايقاف عشرة فتيات، بايعن البغدادي و كن بصدد التحضير للقيام بعمليات انتحارية، تدخل في اطار داء كلب الذي اصاب داعش بعدما أغلقت عليها الاجهزة الاستخباراتية المغربية، جميع المنافذ من أجل الوصول الى أهذافها بالمغرب و بعدد من الدول الاروبية.
استهداف تنظيم داعش للنساء المغربيات دونا عن العنصر الذكوري، في سابقة هي الاولى من نوعها، يحيلنا على طريقة اشتغال جماعة بوكو حرام، التي جعلت من المرأة، الة متعددة الاختصاصات، يتم استغلالها جنسيا و في عدد من المجالات، قبل القائها في حفر الموت بعد انتهاء مدة صلاحياتها، و هو ما يتعزز بالعودة الى الفئة المستهدفة التي تمثلت في العشرة فتيات التي تم اعتقالهن اليوم.
و يلاحظ أن داعش، و قياداته في جبهات القتال، اصبحوا يستغلون المغاربة المتواجدون بجانبهم هناك، في ممارسة القوادة، من خلال مطالبتهم باقناع أخواتهم بالالتحاق بهم، أولا من اجل ممارسة جهاد النكاح، في انتظار تكوينهن ليصبحن قنابل تنفجر في وجوه أبناء الوطن الواحد، الشيء الذي سيمكن قيادات داعش من كسب مجموعة من الامور لعل اهمها هو الاستمتاع بممارسة جهاد النكاح مع فتيات في عمر الزهور.
من جهة أخرى، فان استهداف التنظيم للمرأة بصفة عامة، ينم عن فشله الذريع في اختراق المملكة المغربية، و عجزه على تجاوز سد منيع اسمه “المديرية العامة للمحافظة على التراب الوطني”، و التي استطاعت بفضل رجالها و أطرها من ردع عشرات المحاولات الارهابية، و احالة اصحابها على القضاء، الشيء الذي دفع داعش الى استبدال الخطة من خلال اتباع طريقة بوكو حرام، و الجماعة التي تم اسقاطها بفرنسا مؤخرا، و تجنيد النساء لصالحها لعلها تتمكن من المرور الى المغرب و ضرب مصالحه.
حيل تنظيم داعش، لم تنطلي على الاجهزة المغربية، و ظل الاخفاق يلاحقها منذ أن نصب البغدادي نفسه أميرا على شرذمة من الفاشلين الذين لم يجدوا غيره يرتمون في احضانه، لكن ما يحز في القلب هو عندما نسمع بأن رجلا يستقطب أخته لممارسة جهاد النكاح، و لقتل نفسها بعد ذلك، لا لشيء سوى لارضاء البغدادي و من معه، حتى أصبحت القوادة معيارا للرجولة في تنظيم كتب له أن يموت على يد رجال ينضوون تحت لواء اسمه “الديستي”.