المحرر العيون
تم الاعلان عن النتائج الشبه نهائية للانتخابات، و من خلالها فاز حزب العدالة و التنمية بالمرتبة الاولى، في امتحان يمكن اعتباره اختبارا لشعبية هذا الحزب بعد الخمس سنوات الاخيرة التي قضاها في تدبير الشأن العام، حيث خرج منتصرا من معركة لم يسبق لها حزب في المغرب، و من عراقيل وضعت امام بنكيران لأول مرة في المغرب يتم وضعها أمام أمين عام حزب سياسي.
و ان كان حزب العدالة و التنمية قد حقق المعجزات في عدد من المدن، التي كانت حتى الامس القريب قلاعا لخصومه، فان أحسن نتيجة بالنسبة له هي تمكنه من الحصول على مقعد في مدينة العيون، حيث استطاع اخوان بنكيران حجز مكان تحت قبة البرلمان، و انتزاعه لحمدي ولد الرشيد، و محمد سالم ولد الجماني، في مشهد أدهش المتتبعين للشأن الساسي المحلي في العيون.
حزب العدالة و التنمية، و رغم تواضع الامكانيات، و الفارق بينه و بين حزبي الاستقلال و البام، من حيث حجم الحملة، و الوسائل التي تم استعمالها فيها، استطاع أن يظفر بمقعد و أن يعادل شخصين لا يمكن لاحد في العيون أن يقف في وجهيهما، و هو ما يعكس مقدرة هذا الحزب على استمالة الناخبين، و التغيير الذي باتت المدن الصحراوية تعيش على وقعه، في ظل اندثار سمعة النخبة التقليدية.
و ان كان حزب المصباح يفتخر اليوم بما حققه خلال انتخابات يوم امس، فان أحسن نتيجة حققها، هو اصطفافه الى جانب أثرياء الحرب في الصحراء، بامكانيات جد متواضعة، و انتزاعه لمقعد من حمدي ولد الرشيد و ما أدراك ما ولد الرشيد، في هذه الربوع حيث لاتزال القبلية سائدة، ولازالت أصوات الناخبين أسهم يتم التداول فيها لتحقيق رأسمال منشود، يتحصل حزب المصباح على مقعد بصفر درهم، و دون شراء ولو صوت واحد بشهادة الجميع، فعلا انها نتيجة تستوجب الفخر و الاعتزاز.