المحرر الرباط
تستعد الجهات المعلومة لنتظيم النسخة القادمة من مهرجان موازين، و كعادتها، لا شك أن عودة هذا المهرجان، ستكلف من الاموال، ما ستكلفه في ظل الحديث عن استدعاء نجوم عالميين، سيدخلون المغرب من أجل أداء مقاطع غنائية و سيعودون الى بلدانهم بمبالغ خيالية، سيتقاضونها نظير عروض لا تتجاوز في مجملها الساعتين.
و في وقت يعيش فيه عدد كبير من ساكنة المغرب على وقع الفقر المدقع الذي نفته قبل مدة بسيمة الحقاوي، ستخصص ميزانيات يقال أن الجهات الداعمة هي من سيوفرها لبيت مال المهرجان، للرقص و العري، الوطن في أمس الحاجة اليها خصوصا في هذه الفترة التي يعيش فيها المغرب على وقع الانفتاح الاقتصادي، و المشاكل المتعلقة بالتشغيل.
و ان كانت شركات كبرى، تكسب أرباحها في المغرب، تدعم مهرجانا بالملايين، مدته لا تتعدى الاسبوع، نتساءل عن محل الشركات المواطنة من اعراب هذه المقاولات التي لولا الجهات المنظمة للمهرجان لما دعمته بفلس واحد، و لتحولت تلك الاموال لجيوب مسؤوليها في اطار التعويضاتو ما الى ذلك من مبررات نهب الصناديق.
و اذ نتساءل عن الاسباب التي تحول دون تواجد مثل هذه الشركات، في عدد من التظاهرات و الاستثمارات التي تعتبر اكثر أهمية بالمقارنة مع موازين، و لماذا لا نرى الشركات الكبرى بجانب الوطن و المواطن، تماما كما هو الشأن بالنسبة لبعض الدول التي تحترم نفسها، و التي تساهم فيها الشركات الكبرى في بناء المستشفيات و المرافق العمومية و التظاهرات اليناءة.
و ان كانت الشركات التي تدعم موازين، مقاولات مواطنة بالفعل، فلماذا لم تقم أي منهن ببناء مستشفى و وضعه رهن اشارة وزارة الصحة، أو مسجد يؤدي فيه المواطنون صلواتهم، و الادهى من كل هذا فلو أن هذه الشركات خصصت المبالغ التي ترصدها لموازين من أجل تحسين جودة خدماتها، لما وقع المواطن ضحية تعفن أسلاكها التي أكل عليها الدهر و شرب…. فما جدوى تنظيم موازين في وطن المساكين؟