المحرر العيون
ان أهم ما يمكن قوله عن نتائج الانتخابات الاخيرة بمدينة العيون، هو أنها جاءت كالصاعقة على المتتبعين للشأن المحلي بعروسة الصحراء، و ذلك بعدما أفرزت النتائج النهائية للتصويت عن مفاجاءات كثيرة، لعل أكبر خاسر فيها هو حمدي ولد الرشيد، الذي ظل يتنبؤ بالفوز بالمقاعد الثلاثة المخصصة للعيون، في حملات انتخابية ميزتها الثقة الزائدة في النفس.
حمدي ولد الرشيد الذي كان يأتي على الاخضر و اليابس في كل مناسبة استحقاقية، حتى تحول الى مصدر للأعضاء و البرلمانيين، بحزب الاستقلال، لم يتمكن من حصد الاصوات التي كان يعتزم جمعها في صناديق الاقتراع، و اكتفى بمقعد واحد و وحيد، شأنه شأن مرشحي الاصالة و المعاصرة و العدالة و التنمية، الذي تابع الجميع أن حملته الانتخابية كلفت عشر قيمة تكلفة باقي الحملات.
نتيجة الانتخابات السابقة بمدينة العيون، تؤكد اندثار امبراطورية “ال الرشيد” بالمنطقة، و تؤكد على صحوة شعبية بالعيون، و لو أنها جاءت متاخرة، الا أن القادم من الايام سيري لحمدي ما لا يعجبه، خصوصا و نحن نتابع فوز مرشح عن حزب العدالة و التنمية بمدينة العيون، في سابقة لم يكن أحد يتوقعها، حتى الاشخاص الذين منحوه أصواتهم.
ان نتائج الانتخابات، و حصة حمدي ولد الرشيد منها، أظهرت أن النخبة التقليدية، و بعض من كانت الدولة تعتبرهم أعيانا و وجهاء، فتعطيهم كي يمثلوها، لن يبقى لهم وجود في الساحة مع مرور الايام، خصوصا و أن الرجل الذي يعتبر من بين الرجال القلائل الذين لطالما أكلوا الثوم بأفواه المواطنين، لم يستطع حتى ضمان مقعدين من اصل ثلاثة، في ظل الحملة الخارقة التي نظمها، و رغم تصور الدولة لشعبيته التي تخيف الكثيرين.
و يمكن اعتبار ما اسفرت عنه صناديق الاقتراع بالعيون، بداية لنهاية امبراطورية ولد الرشيد، الذي لطالما ادعى القوة و السلطة و الجاه، و سوق لصورة الرجل الذي على ركبه تنتفض الساكنة، و بأوامره تعود الى منازلها، ليتضح اليوم أن أكثر من نصف هؤلاء المواطنين، لم يختاروه كممثل لهم، بل و أنه فقد الكثير من أتباعه، و من يدري ربما لم يصوت عليه عدد كبير ممن كانوا في حملته الانتخابية.