ما زالت الأبحاث مستمرة في مجال الكشف عن أسباب الإصابة بسرطان الثدي عند النساء في ظل ارتفاع معدلات الإصابة كون النساء أصبحن أقل نشاطا من الأجيال السابقة.
وكُشف عن المزيد من سرطانات الثدي في الآونة الأخيرة مع إدخال خدمة فحص الثدي في أواخر ثمانينات القرن الماضي.
وطُرح سؤال جديد يتعلق بوجود علاقة بين مزيلات العرق والإصابة بمرض سرطان الثدي، فمعظم المركبات التي تعتمد على الألمنيوم لمنع التعرق تساهم في الإصابة بسرطان الثدي.
وطُرحت فكرة تدور حول أن أملاح الألمنيوم المستخدمة في مزيلات العرق يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي إن استُخدمت لفترات طويلة من الزمن. وبالرغم من تأكيد مصنعي هذه المنتجات على أنها آمنة تماما، ازداد الطلب على مزيلات العرق الخالية من الألمنيوم.
وكتبت جمعية أبحاث السرطان في بريطانيا على موقعها الالكتروني :”لا أدلة مقنعة لوجود علاقة بين مزيلات العرق ومرض سرطان الثدي”.
ووجدت دراسة جديدة مثيرة للاهتمام نشرها باحثون من جامعة جنيف في المجلة الدولية للسرطان خلال الأسبوع الماضي، أن التعرض الطويل الأمد لكلوريد الألمنيوم (وهو مركب يستخدم على نطاق واسع في منتجات مزيلات العرق) يمكن أن يؤدي إلى تطور الأورام الخبيثة القادرة على الانتشار إلى أجزاء مختلفة من الجسد.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، البروفيسور اندريه باسكال، :”أعتقد أنه يجب تجنب كل منتجات مزيلات العرق المستخدمة تحت الإبط والتي تحتوي على أملاح الألمنيوم”.
ونفى بول فرعون، أستاذ علم الأوبئة السرطانية في جامعة كامبردج هذه النتائج بالقول: “تخبرنا هذه النتائج عن إمكان مساهمة مركب كلوريد الألمنيوم في ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي ولكن لا يوجد دليل حقيقي يؤكد هذا الأمر”.
واقتصرت أبحاث هذه الدراسة على آثار الألمنيوم على فئران التجارب، ولكن لا يوجد أدلة واضحة للعلاقة بين المركب والإصابة بسرطان الثدي. ويقول الباحثون :”إن كانت المرأة قلقة من خطر الإصابة بسرطان الثدي، فيجب أن تركز على أسس الحفاظ على الوزن الصحي وممارسة الرياضة بانتظام والحد من تناول الكحول”.
وأكد أستاذ الكيمياء في جامعة كيل، كريس إيكسلي، عدم وجود إثبات لعلاقة الألمنيوم بإحداث تغيرات سرطانية على المستوى الخلوي، والتحريض على تطور الأورام التي يمكن أن تنتشر خارج الثدي.
يذكر أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي ترتفع لدى النساء الأكثر بدانة، وما تزال الأبحاث مستمرة للكشف عن أدلة أكثر عمقا فيما يتعلق بالدراسة الجديدة.