يوما بعد يوم، يتجدد الأمل بحل ملف محضر 20 يوليوز، ومنبع هذا الأمل هو ثقة أطر المحضر في عدالة قضيتهم، رغم المعاناة والظلم الذي مورس عليهم لأزيد من خمس سنوات بسبب القمع والتنكيل بشوارع الرباط.
ويوما بعد يوم، يطل شعاع جديد ليعزز هذا الأمل، ولعل الشعاع الأكثر إشراقا اليوم، هو دخول الحزب الوطني العريق، وحزب الشعب على الخط من جديد، إنه حزب الاستقلال، بزعامة أمينه العام الجديد ، لأن المحضر تم توقيعه في عهد السيد عباس الفاسي، السياسي والنقابي المحنك السيد حميد شباط، الذي لا يترك فرصة إلا وعبر فيها عن دعمه لأطر محضر 20 يوليوز، بل أكثر من ذلك هو أنه يصرح دائما أن من أهم أسباب انسحاب حزب الميزان من الحكومة سنة 2012 هو عدم الالتزام بمحضر 20 يوليوز، لأنه عهد وجب الوفاء به.
والحق أحق أن يقال، فإن هذا الأمر لا يقوم به إلا الرجال، فليس من السهل أن يتخلى الحزب عن حقائبه الوزارية ومناصبه المغرية، ويترك كل شيء نصرة لأبناء الشعب من الأطر العليا الموقعين على محضر 20 يوليوز.
ومنذ ذلك الحين، أي منذ خروج حزب الميزان من الحكومة سنة 2012، وهو يدافع عن المحضريين بزعامة السيد حميد شباط، سواء في القنوات والإذاعات الوطنية، أو عبر المواقع الإلكترونية واللقاءات الرسمية مع قادة محضر 20 يوليوز.
كثير من المتتبعين يرون أن ملف محضر 20 يوليوز كان ورقة انتخابية بالنسبة لحزب الاستقلال لا أقل ولا أكثر، ولكن السيد حميد شباط كان دائما يرد بأن حزبه ليس هدفه هو رئاسة الحكومة أو الحصول على الحقائب الوزارية، وإنما هدفه هو خدمة الشعب المغربي ومواصلة برنامج الإصلاح الذي بدأه السيد عباس الفاسي.
وحتى نقطع الشك باليقين، عقدنا اجتماعا رسميا مع السيد حميد شباط يوم الخميس 06 أكتوبر 2016، أي قبل يوم عن موعد الانتخابات التشريعية، حيث تبين لنا أن السيد يعي ما يقول جيدا، والملف ليس ورقة انتخابية كما يدعي خصوم الحزب، بل إن دفاعه عن المحضر نابع من قناعته التامة بعدالة الملف وشرعية المحضر.
وإذا تحدثنا بلغة المنطق فإنه لا يعقل أن يقامر الحزب بصورته وتاريخه في سبيل الحصول على بعض المقاعد البرلمانية التي لن تدوم لأكثر من خمس سنوات، ويقطع وعودا كاذبة أمام الشعب المغربي قاطبة لأطر المحضر، لأنه يعلم أن حبل الكذب قصير، وأن الانتقادات ستوجه إليه من كل حدب وصوب.
ولذلك فإن المحضريين يأملون أن يكون حزب الاستقلال على قدر المسؤولية، ويحافظ على وعده ليعزز ثقة الشعب المغربي فيه، ويثبت أنه فعلا حزب الشعب ومع الشعب، هذا هو أملنا ما قبل الأخير، ألا وهو أن يهدي الله تعالى السيد بنكيران ليعود إلى رشده، ويضع يده في يد السيد حميد شباط لرد المظالم إلى أهلها، وإنصاف أطر محضر 20 يوليوز.