المحرر متابعة
يحتضن متحف وسام التحرير بالمدينة الفرنسية باريس، معرضاً جديداً مخصصاً للمملكة المغربية، وذلك في الفترة الممتدة من الثاني عشر من أكتوبر إلى الثلاثين من ديسمبر، وتأتي تلك التجربة بعد إقامة معرض “المغرب المعاصر” بمعهد العالم العربي، ومعرض “المغرب الوسيط” في متحف اللوفر.
إذ تنظم مديرية المحفوظات الملكية بالتعاون مع وسام التحرير ذلك المعرض، فيما يدعو المعرض إلى إعادة اكتشاف ثلاثة عشر قرناً من تاريخ المغرب، وذلك منذ إنشاء الدولة المغربية إلى يومنا هذا.
ومن المنتظر أن يتمكن زوار المعرض من فهم عصر الدولة المغربية وخصائصها الثقافية التي تعتمد على الإسلام المعتدل الذي يستند على أسس مذهبية مثل المذهب المالكي، والشريعة، والتصوف السني؛ ليتيح بذلك السفر عبر الزمان والمكان، حسب ما أشار المنظمون في بيان لوكالة المغرب العربي للأنباء.
فرنسا…حليف تاريخي
انطلق المعرض بدعم من سفارة المغرب في فرنسا، مدعوماً ببعض الخرائط والأشياء الرمزية (مثل الكتب المقدسة، واللافتات، والقطع النقدية).
إذ يحاول القائمون على المعرض قراءة الفترات المهمة من التاريخ المغربي لإضافة قيمة إلى العلاقات بين المغرب وفرنسا، كما يظهر قوة التبادلات المغربية الفرنسية الملموسة في الاتفاقيات والمراسلات المتبادلة بين البلدين.
ويدعو المعرض الزوار إلى تقدير الدبلوماسية باعتبارها فَنًّا للحوار، وذلك من خلال مجموعة مختارة من الوثائق المختلفة، كما يُذكّر بمشاركة المغاربة في الحربين العالميتين جنباً إلى جنب مع فرنسا، ويوضح أيضاً جهود المغرب في الدفاع عن القيم الإنسانية مثل السلام والإخاء والتسامح.
وعلاوة على ذلك، يدعو المعرض إلى اكتشاف أحداث استقلال المغرب مروراً بمؤتمر أنفا سنة 1943، وتقديم وثيقة الاستقلال سنة 1944، وأيضاً خطاب طنجة في عام 1947، متوقفاً عند عهد التمزقات بدءً من سنة 1953 التي شهدت عزل الملك محمد الخامس ونفيه.
ذكرى الاستقلال
يخوض المعرض رحلة نحو الاستقلال من خلال الوثائق التي تدل على الروابط القوية بين السلطان وشعبه، كما يسلط الضوء على خصوصيات ثورة الملك والشعب، وتنتهي هذه الجولة بمفاوضات سانت كلاود سنة 1955، وعودة السلطان إلى المغرب.
ومع بزوغ فجر الاستقلال، بدأت مرحلة جديدة من الحداثة، إذ جرى الاستعانة بوثائق تاريخية وفوتوغرافية وتصويرية للدلالة على الإنجازات التي تم تحقيقها في تلك الفترة، والتي تتضمن إنشاء مؤسسات وطنية، وانطلاق المسيرة الخضراء، واستعادة وحدة الأراضي واقتراح بناء السدود.
كما تنضم التشكيلة الملكية المغربية (الزي الرسمي، العلم، راية، مظلة والعديد من الفنون الشعبية) للمرة الأولى إلى متحف خارجي بإضافتها إلى متحف وسام التحرير، وذلك لتبيّن بعض جوانب المغرب المستقل، حسب ما صرحت به إدارة المحفوظات الملكية.