المحرر الرباط
نستغرب من الخرجة التي اختار لها الياس العماري، موقه هيسبريس، كنافذة يطل من خلالها على المغاربة، من أجل تبرير فشله، و التأكيد على أشياء ظهرت فجأة لدى هذا الزعيم السياسي الذي تحول بين عشية و صحاها الى فاعل سياسي و اقتصادي و منتخب و حاصل على الماجيستير في الفلسفة …
الياس العماري و على ما يبدو، اصبح على يقين من أن ما كانت بعض الجهات تروجه لصالحه، قد انكشف للجميع، و أنه لم يعد بامكانه أن يستغل السلطة و النفوذ من أجل تحقيق مارب سياسية، و أن ما انتهت به العملية الانتخابية، كانت كالعاصفة التي تاتي على قصر من رمال، فتحوله الى سراب.
الياس العماري، يا ايها المناضل المحنك، الذي توقعت أن يكتسح حزبك الانتخابات: لماذا تبكي الهزيمة و تبحث عن مصالحة لاجل مصلحة الوطن التي لم تكن ضمن اجنداتك الا بعدما سحقك اخوان بنكيران؟ و أنت الرجل القوي الواثق من نفسه، الذي يحشر سلطته في كل شيء حتى عندما يتعلق بجلب الاشهارات للمواقع التي تعتبر سببا من أسباب هزيمتك.
الياس العماري، يا من كنت تتهم اذاعة محمد السادس بالتطرف، و تدافع على تقنين زراعة الكيف، و تدعو النساء من خلال شريط حزبك المعروف، الى عدم مقاطعة الانتخابات، هل تريد اليوم أن تتصالح مع من كنت تتهم بالتطرف و الارهاب؟ لعل الله يجعلها في ميزان حسناتك فيدخلك الجنة مع الشهداء و الباحثين عن الحور العين.
أيها البطل المغوار، ألم تكن معارضا شرسا لا يقبل الاندماج من “اللحايا”، و يدعي مجيئه من أجل محاربتهم، في حرب تحت شعار “نكون أو لا نكون”، فلماذا تبحث اليوم عن المصالحة الوطنية، و لا تريد أن تعترف صراحة بانهيار حلمك في ازاحة الاسلاميين عن السلطة، و ضم العدالة و التنمية الى العدل و الاحسان، حتى تفعل ما يحلو لك في مراكز القرار.
عندما كانحكم الاعدام ينفذ على المتورطين في احدى الانقلابات على الراحل الحسن الثاني، كان أحد الجنرالات يدعى “حمو” ينتظر دوره و الرصاص يلعلع في اتجاه الجثت المصطفة، و بحثا عن عفو مستبعد صاح هذا الرجل “عاش الملك”، ليتفاجأ بصوت يأتي من بعيد كان ينتظر بدوره رصاصة الرحمة يقول: “وا موت راجل أ حمو”… و هكذا نقولها لالياس قبل أن يصل دوره “وا موت راجل أحمو”.