عادل قرموطي
لم يمضي وقت طويل على استقبال الجمهورية المصرية لوفد عن جبهة البوليساريو، حتى أن القصر عن جولة افريقية للملك، ستشمل كل من رواندا و و تنزانيا و ايثوبيا، و هي الجولة التي ابتدأت بالفعل، حيث يقيم الى غاية كتابة هذه الاسطر الملك محمد السادس بكيغالي، في انتظار مغادرتها نحو محطته الثانية.
زيارة الملك الى البلدان الافريقية الثلاثة، قد تتصادف مع استقبال مصر لوفد عن البوليساريو بالصدفة، غير أنها من المحتمل أن تكون ضربة موجعة للجمهورية المصرية، اذا ما تمخض عنها اتفاقيات من الحجم الكبير مع ايثوبيا، التي يعكس صراعها مع مصر حول النيل، حجم صراع المغرب مع البوليساريو حول الصحراء.
و اذا ما كانت زيارة الملك، جاءت كرد على الاستفزازات المصرية كما تطرقت الى ذلك مجموعة من وسائل الاعلام، فان أهم شيء يمكن للمغرب أن يستفيد منه، هو دخوله على خط السد الذي تعتزم ايثوبيا تشييده على نهر النيل، من خلال دعم المشروع، و تقديم مساعدات لبنائه، ما سيكف عنا ابتزاز مصر و استفزازها لمشاعر المغاربة.
و اذا ما دخل المغرب على خط قضية النيل، بين مصر و ايثوبيا، فانه سيتحول من دولة تتعرض بشكل دائم للابزاز، الى فاعل سياسي في المنطقة، خصوصا و أن مستقبل الامن في مصر مرهون بنهر النيل الذي قد يتسبب تقليص صيبيه في أزمة قومية تعيد أم الدنيا الى الثورات و الفوضى، و لا شك أنها ستعصف بالسيسي و من معه الى ما وراء الشمس.
و تصرف مصر على قضية النيل، اموالا طائلة، خصوصا في المجال الاستخباراتي، حيث تعمل الاستخبارات المصرية، بكل مستمر، على الهاء السلطات الايثوبية كلما صرحت بعزمها تشييد السد، و ذلك من خلال خلق أزمات داخلية، مكنت مصر من ربح الوقت، و جعلتها تستفيد من مياه النيل كاملة.