المحرر الرباط
في وقت ينخرط فيه المكتب الوطني للسكك الحديدي بخطة عمل استحسنها الجميع، مساهمة منه في انجاح الحدث الضخم الذي تستعد بلادنا لاستقباله، و المتمثل في “الكوب22″، الذي يراهن عليه المغرب على أعلى المستويات من أجل الاصطفاف الى جانب الدول الكبرى، تصطاد بعض الجهات في المياه العكرة بحثا عن هفوات و حجج من أجل مهاجمة ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وذلك في اطار لعبة سياسية لا علاقة للمكتب بها و لا دخل له فيها.
و حسب مصادر متطابقة، فان حزب العدالة و التنمية، و بعدما صرف وفر شهام انتقاذاته للخليع، بسبب الحملة الانتخابية التي كان منهمكا في خوضها، عاد لممارسة نفس الاساليب التي سبق و أن مارسها مع عدد من المسؤولين، و التي انتهت باسقاطهم و تعيين اشخاص مقربين من قيادات في حزب عبد الاله بنكيران، في اطار مخطط تقول مصادرنا أنه توقف الى حدود الساعة عند تعيين العديد من العدلاويين على رأس مصالح مختلفة في الدولة.
ولا يختلف اثنان، على أن من بين المناصب التي يضعها اخوان بنكيران نصب أعينهم، منصب المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث تشير بعض المعطيات الى أن هؤلاء قد هيؤوا مسبقا الشخص الذي يعتزمون تعيينه في هذا المنصب اذا ما نجحت حيلهم الهادفة الى اعفاء ربيع لخليع، و الذي يتمسك به السككيون، و يؤكدون على أن فترته تعتبر من الحقب التي شهدت تغييرات غير مسبوقة على مستوى التنظيم و طريقة العمل، بينما يتمسك العدلاويون باسقاطه طمعا في منصبه الذي قد يكافؤون به احدهم لسبب أو لاخر…
يومية وطنية، معروفة بعلاقاتها مع أحد مستشاري وزير التجهيز و النقل، انخرطت في هذه الحرب البئيسة، من خلال مقال تفاجأ به جميع الحاضرين لاعطاء الانطلاقة لقطار المناخ الذي يعتبر احدى مساهمات المكتب في انجاح “الكوب22″، ادعت من خلاله غضب الامير مولاي رشيد من ربيع لخليع، لاسباب لم تتمكن من جعلها مقنعة، خصوصا و أن الحاضرين لهذا الحدث، قد اقتنعوا من خلال ملامح الامير، باقتناعه بهذه الخطوة، و رضاه على طريقة بلورتها على ارض الواقع، بل أن العشرات من وسائل الاعلام قد ثمنت قطار المناخ و أكدت على ايجابياته على المستوى التحسيسي، و حسن اختيار المكتب للفئات المستهدفة منه.
ربيع لخليع الذي تحاول عدد من الجهات التابعة للعدالة و التنمية الاطاحة به، منذ استيلائها على مجموعة من المناصب العليا، قد تمكن خلال الفترة التي قضاها على راس المكتب الوطني للسكك الحديدية، من انشاء محطات كبرى تضاهي المحطات الدولية خصوصا محطتي مراكش و الدار البيضاء الميناء، بينما أعطى انطلاقة الاشغال في عدد من المحطات الاخرى، التي ستضاهي في المستقبل بمكوناتها المحطات السككية الدولية، زد على ذلك مشروع “التي جي في” الذي سيرى النور في القادم من الايام، و اعتراف المنتدى الاقتصادي العالمي الذي صنف المغرب للمرة الثالثة على التوالي كاحسن دولة عربية و افريقية من حيث جودة البنية التحتية السككية، أي أن بلادنا تفوقت من خلال تقرير المنتدى على بلدان تتوفر على النفط و البيترول.
مهاجمة العدالة و التنمية لربيع لخليع، الرجل الاول في المكتب الوطني للسكك الحديدية، و أحد رجال الدولة الذين يعتمد عليهم في المجال النقل الاقتصادي، لا تخحرج عن المزايدات السياسية، التي سبق و ان تضمنت ملاسنات بين لشكر و بنكيران، و التي تبث انها لم و لن تكون في يوم من الايام لصالح الوطن، بعدما وضع هذان الرجلان يدهما في يد بعض عقب الانتخابات، مع فرق بسيط يتمثل في كون المدير العام للمكتب المذكور، لا علاقة له باللعبة السياسية في بلادنا، و كل ما في الامر هو المنصب الذي يسعى الاخوان الى انتزاعه، و لو أنهم نجحوا في ذلك لانتظار فتوى عمر بنحماد و فاطمة النجار حول ما اذا كان قطار المناخ حلالا أو حراما قبل اعطاء انطلاقته.