المحرر الرباط
لا حديث في أوساط المتتبعين للشان الامني ببلادنا، سوى عن الاصلاحات التي يقودها عبد اللطيف حموشي منذ وصوله الى منصب المدير العام للامن الوطني، خلفا لبوشعيب أرميل، الذي ارتكب من الهفوات و الاهمال ما يكفي لابعاده عن المنظومة الامنية، و احالته على ما استطاع أن يراكمه طيلة الفترة التي قضاها في الامن، حيث تؤكد عدد من المصادر، على أن هذا الرجل الذي كان غير مرغوب فيه بادارة الامن، يقضي أيامه متجولا على احدى شواطئ المملكة رفقة كلبه.
حموشي الذي وضع أصبعه على مكمن الخلل، و باشر ثورة الاصلاح داخل الادارة العامة للامن الوطني، أصدر مجموعة من القرارات، التي اعتبرها المتتبعون بالجريئة، و التي لا يمكن لاي كان أن يتخدها الا اذا كان ابن العلبة، و يعي جيدا ما يقع داخل الكواليس من اختلالات، حيث أن خبرة هذا الرجل و مشواره الناجح في معالجة المعلومة منذ التحاقه بجهاز الدستي، مكناه من الوصول الى “مسامير المائدة”، و اقتلاعها من أماكنها بكل جرأة و شجاعة، ما لا يمكن أن يفعله أي مسؤول الا اذا كان خدوما لوطنه، و لا يخشى في حب وطنه و ملكه لومة لائم.
اعفاءات متسلسلة أتى عليها طوفان التغيير الذي اطلقه عبد اللطيف حموشي، و الذي بدأ باعفاء مدير ديوان بوشعيب ارميل، الرجل الذي طغى في ادارة الامن و لم يكن يتوقع أن بامكان أي كان أن يزيحه من دواليب صناعة القرار، و انتهاءا بمدير نظم المعلوميات والاتصال والتشخيص و من معه، الذين يعتبرون رجال ظل، يعملون بعيدا عن الميزانيات و الاموال، ولا يمكن أن يكشف اختلالاتهم الا متمرس حكيم، يعي جيدا ماذا يقع داخل مختلف أروقة ادارة الامن، و يتمتع بقدرة قراءة ما يدور في الادمغة.
ان ماتعيشه ادارة الامن اليوم، يعكس حقيقة ثورة الاصلاح التي يقودها عبد اللطيف حموشي، و التي لا ترحم من تطاول على المال العام، أو أهمل جزءا و لو بسيطا من واجباته، في وقت يمكن اعتبار هذه الثورة، مثالا حسنا للمسؤولين الامنيين، بدأ المدير العام للامن الوطني تطبيقه على نفسه قبل مباشرة الاصلاح، و لعل الطفرة التي تعيشها المرافق العمومية، لاكبر دليل على أن الامور تتغير من حسن الى أحسن، على أمل اقتلاع باقي المسامير التي تشكل “العصا” داخل عجلة الاصلاح الذي لطالما انتظره البوليسي قبل المواطن.