المحرر الرباط
لم يستطع محمد زيان، تمالك نفسه و هو يدلي بتصريحات لوسائل اعلام الكترونية، ففضح نفسه معترفا بوقائع تمسك في السابق بعدم صحتها، وذلك بعدما طغت النرجسية على طباعه المختلفة، و فقد السيطرة على اعصابه و لسانه مصدقا الحلم الذي حلمه بالامس و أصر على تحقيقه في الصباح الباكر، و هو أن يتحول من محامي لدولة ادريس البصري الى حقوقي في دولة الحق و القانون.
و بعدما استسلم لعواطفه الجياشة و هو يخطب في حضرة الناس و الصحافة، اعترف محمد زيان بصحة الفيديو الذي تداوله عشرات الالاف من النشطاء باستهزاء، و صرح بعظمة لسانه بأن وهيبة خرشش قد قررت مقاضاة ادارة الفندق الذي كان مسرحا للمشاهد المخلة بالحياء التي تضمنها الشريط، و كعادته لم يفوت سي زيان الفرصة دون مهاجمة المؤسسة الامنية و رموزها متهما اياها بتصوير الفضيحة و تسريبها للصحافة.
اعتراف زيان الغير إرادي بصحة الشريط، جاء ليفند جميع الادعاءات التي روجت لها الضابطة المعزولة وهيبة خرشش، و التي ظلت تؤكد على أن الشريط مفبرك، بل و أنها هددت قبل أشهر بنشر تقرير لمختبر أمريكي يؤكد الفبركة، فجعلت المتابعين ينتظرون التقرير منذ ذلك الحين بدون جدوى، ما أكد لهم كدب و افتراء هذه السيدة التي انطفأت شمعتها سريعا لان حبل الكدب قصير كما يؤكد ذلك المثل المصري.
لقد سبق و أكدنا على أن محمد زيان قد وصل الى مرحلة من العمر تستدعي أن يتدخل المقربون منه لتوجيهه نحو الطريق الصواب، و تقويم اعوجاجه الذي يتفاقم يوما بعد يوم خصوصا و أنه يظن بأن تغريده خارج السرب سيجعل منه اسطورة حقوقية، و سيلفت اليه انتباه الرأي العام داخل الوطن و خارجه، بينما في الحقيقة فإن الرجل قد تحول الى مضرب مثل في الشيخوخة التي يرافقها الخرف.
اعترافات زيان اليوم، أكدت لنا أن من يصفونه بمحامي الفقراء و المظلومين، يقترفون ذنبا عظيما، لأن من يدافع على المظلومين لا يستغلهم جنسيا، و لأن المحامي الذي يحترم نفسه و يقدس البذلة السوداء، لا يسرق لحظات المتعة داخل الفنادق المصنفة مع وكيلاته، و عندما يكشف أمره يعود لتوزيع الاتهامات على مؤسسات وطنه فقط كي يظهر بصورة البراءة و يبرر ما اقترفت يداه بالادعاء أنه مستهدف من طرف الاشباح.
من يعرف زيان، فلينصحه بالالتحاق بعشيقته و زوجها، لعله يجد من يعطيه الحنان و يساهم في بلورة شخصيته و اعادتها الى طبيعتها، لأن الرجل و على ما يبدو يعاني من أزمات عاطفية ناتجة عن النزوات العابرة التي عاشها طيلة السنوات الاخيرة، و كلما هجرته إحداهن بعد قضاء مآربها اعتقد بأن الاشباح أبعدتها عنه و هو اليوم ينتقم من الاشباح و الله أعلم.