المحرر الرباط
كلما ذكر اسم زكرياء المومني الا و تم استحضار واقعة تمزيق جواز سفره على الهواء مباشرة، و هو التصرف الوحيد الذي اشتهر به الرجل في أوساط بني جلدته، و الذي جعل منه مواطنا منبوذا من طرف المغاربة الدين ربما يلعنوه قبل أن يلعنوا الشيطان الرجيم، و يكفي مراجعة تعاليق النشطاء المغاربة من أجل الرقوف على حجم الكره الذي يكنونه لهذا الرجل الذي عشق القمر و ظل يحلم بامتلاكه.
واقعة تمزيق جواز السفر، التي أقدم عليها المومني، ليست دليلا على حجم الحقد الذي يكنه لوطنه، بقدر ماهي مناسبة لطرح السؤال حول الظروف التي أوصلته الى هذه الحالة المعقدة، لدرجة أن وصل الى درجة أصبح فيها مستعدا للضرب في المغرب و مؤسساته و رموزه، ليس انتقاما و إنما لأجل شفاء الغليل الناتج عن حالته الصحية التي تدهورت مع مرور الوقت و تطورت الى مرض عقلي عضال يحتاج الى سنوات من التداوي في المصحات النفسية.
و لا نعتقد أن زكرياء المومني يهدف من خرجاته على الشبكة العنكبوتية الى الانتقام من عدم رضوخ الدولة المغربية لابتزازه، بقدر ما نحن متأكدين من أن الرجل قد أصيب بالسعار نتيجة تجاهله من طرف الجهات التي يحاول استفزازها في كل مرة، و كلما ترفعت تلك الجهات عن النزول الى مستواه كلما زاد غضبه و تطورت حالته النفسية الى الاسوأ، لدرجة أنه قد مزق جواز سفره على الهواء مباشرة، دون أن يغمض له جفن، أو أن يشعر بجزء بسيط من تأنيب الضمير.
حالة المومني ليست بحقوقية، ولا يمكن تصنيفها في خانة السياسة، و الواضح هو أن مايعاني منه هذا الرجل يدفعنا الى تصنبفه ضمن الحالات الانسانية التي تحتاج الى من يتكفل بها قصد العلاج، لأن الحقد و الغل و الانتقام لا يمكن أن يصلوا لدرجة تمزيق جواز سفر، والتطاول على الوطن الذي أسيلت دماء كثيرة من أجل استقلاله و دفاعا عن حوزته الترابية.
ما يجب أن يعلمه زكرياء المومني، هو أن الحصول على ميدالية أو ميداليتين، ليس بالضرورة سبابا موجبا للتوظيف المباشر، و أن الدولة لها معايير لا يعلمها أحد سواها في انتقاء من يستحق التوظيف من بين الفائزين المغاربة في المنافسات الدولية، و لو أن المومني تفهم هذا الامر آنذاك، لما وصلت حالته الى هذه الدرجة من التدهور، لدرجة أنه تحول الى مدمن على التدخين بعدما ظل يدعي البطولة الرياضية لسنوات طويلة.
تدهور الحالة النفسية لبطلنا الخارق، جعلت منه انسانا غير سوي، لا يعلم حتى الاهداف التي يسعى الى تحقيقها من وراء اهاناته لوطنه، فتارة يظهر كمبتز يسعى الى الحصول على مبلغ من المال مقابل سكوته، و تارة أخرى نكتشف فيه ذلك الشخص الذي يصارع كل شيء من أجل لاشيء، و كأنه يحاول تلبية نزوات داخلية لا يعلمها أحد سواه، و هنا تكتمل شخصيته الحقيقية التي أصيبت بسكيزوفرينيا في التصرفات قابلة للتطور نحو الاسوأ إذا لم يتم علاجها قبل فوات الاوان.