المحرر الرباط
لاتزال المخابرات الجزائرية معتكفة على قرار المغرب باعادة علاقاته مع اسرائيل، و تحاول جاهدة استغلاله من أجل الضرب في عروبة المغاربة، و اتهامهم بخيانة القضية الفلسطينية، في وقت تعترف فيه القيادة الفلسطينية نفسها بدولة اسرائيل، و تتعامل معها سياسيا و ديبلوماسيا و حتى عسكريا، بل و أن من الفليسطينيين من يقف لساعات في طوابير من أجل الدخول الى اسرائيل بحثا عن عمل.
خبث الجزائر و مكرها المعهود، جعلها تتنازل عن مبلغ سمين جدا للقيادة الفلسيطينية، و في هذا الوقت بالذات، كي تقول للعرب نحن مع فلسطين و المغرب يطبع مع اسرائيل، و ليحصل التبون عن قلادة مقابل اموال دفعت من جيوب الجزائريين الذين يعيشون وضعا مزريا، و فقرا مدقعا أكثر بكثير من فقر الفلسطينيين أنفسهم، و لكم أن تعودوا الى الارقام التي تنشرها المنظمات الغير حكومية من أجل اكتشاف الحقيقة.
اسرائيل التي تسعى الجزائر الى ضربنا بها، ليست سوى دولة كريمة لازالت تعترف بجميل المغرب عليها، و تقر بأن ملوك المغرب قد ساندوها عندما كانت في وضعية مزرية، و أن المغرب قد وقف الى جانبها ضد أدولف هيتلر و هو في عز قوته، آنذاك لم يكن لكلمة التطبيع وجود، و لم تكن اسرائيل بهاته القوة التي هي ليها اليوم.
علاقات المغرب باسرائيل، ليس مجرد تطبيع كما يحاول البعض الترويج لذلك، و لكم أن تراجعوا التاريخ كي تكتشفوا بأن يهود افريقيا لطالما جمعتهم علاقات انسانية بسلاطين المغرب، أطرتها إمارة المؤمنين و وطدتها البيعة التي لازالت قائمة الى حدود الساعة بين عدد كبير من اليهود و امير المؤمنين، و عندما تسمع مسؤولا عن الامن القومي لاسرائيل يقول في حضرة أمير المؤمنين “الله يبارك فعمر سيدي” فأنت أمام مشهد يعكس لك الحقيقة كاملة دون زيادة ولا نقصان.
بينما تعترف اسرائيل بجميل المغرب عليها، و تحاول اليوم و هي في عز قوتها الوقوف الى جانبه، تتنكر جارة الشر له، و تدعم من يريد بثر صحرائه، و تشتيت شمله، و تدعم من يضرب في معتقدات شعبه و ثوابته، و هنا نستحضر تضحيات المغرب ملكا و شعبا في سبيل استقلال الجزائريين، و كيف أن دخول فرنسا الى المغرب كان بسبب هذه الدولة المشؤومة، بسبب واقعة “ضربة المروحة”، التي اتخدتها فرنسا ذريعة لاعلان الحرب عن الدولة المغربية و احتلالها فيما بعد.
ورغم ما تسببت لنا فيه جارة الشر من مشاكل و أزمات، لم نتخلى عنها، و بقينا الى جانبها و نحن مستعمرين، و حتى بعد الاستقلال، فكان لجيش التحرير المغربي دور كبير في المقاومة الجزائرية، بل و حتى من بين المغاربة من تبرع بما يملك لصالح الثورة الجزائرية، و هاهي الجزائر اليوم ترد الجميل بالمكر و الخبث، و تسعى جاهدة الى ضرب المغرب في مقتل و الاطاحة به لتصفية حسابات ضيقة، و كأننا أمام كيان حقود لا يعترف بجميل ولا يقر بحسن جوار.
من خلال ما نعايشه من وقائع في علاقات بلادنا مع اسرائيل و مع الحزائر، فإن مصالحنا تفترض أن نطبع مع اليهود على حساب أبناء العمومة الذين لا يرون فينا سوى منافس لهم على القوة و النفوذ، و نحن كمغاربة نؤمن بإمارة المؤمنين، متعايشون مع جميع الديانات منذ قرون، سنفضل يهودا يحبوننا على مسلمين ناقمين لاعلاقة لهم بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف الا بالاسم…