المحرر الرباط
كل المتتبعين لمخلفات فيروس كورونا عبر مختلف دول العالم، يجمعون على أن المملكة المغربية قد نجحت نجاحا باهرا في احتواء الوضع الصحي، و تمكنت بشكل فعٓال، من تقليص مخاطر هذا الوباء الذي عجزت حتى كبريات الدول و أكثرها تطورا، عن محاربته و احتوائه، في ظل الانتشار المهول لعدد الاصابات عبر مختلف دول العالم.
و بالاضافة الى مختلف التدابير و الاجراءات التي تم اتخادها من طرف الحكومة المغربية، بتوجيه و تأطير ملكي، فإن الملك محمد السادس، لم يغفل رعاياه المقيمين بالخارج، و تعمد كعادته، تقديم كل ما يمكن من أجل ربط الفعالية بالمثالية، و جعلهما في صالح مغاربة العالم دون أن يؤثر ذلك على الامن الصحي للمغاربة، و هو ما نجحت السلطات في تحقيقه بالفعل، بفضل المجهودات التي بذلتها مختلف المؤسسات المتداخلة في هذا الموضوع.
ما قامت به المملكة المغربية لأجل تمكين مغاربة العالم من العبور لزيارة وطنهم أو العودة اليه، يدخل في اطار التضحيات الجسيمة، التي غابت في معظم دول العالم، و كانت المبادرة الملكية في هذا الصدد، بمثابة مغامرة كفيلة بإثبات العناية السامية التي يوليها الملك لأبنائه داخل الوطن و خارجه، و بالكشف عن دور السلطات الامنية و الصحية و حتى العسكرية، في مثل هذه المواقف التي تحتاج الى العمل بنكران للذات من أحل خدمة الوطن و المواطن على أحسن وجه.
الخوض في موضوع البادرة الملكية لتسهيل دخول و خروج مغاربة العالم، يحيلنا عاى الميزانية الضخمة التي خصصتها الحكومة بأوامر ملكية لهذا الغرض، و كم كلفت هاته العملية من أموال مكنت من تسهيل عبور، ملايبن المغاربة، الذين أمضوا الحجر الصحي في أفضل الاحوال و على نفقة الدولة التي تكلفت بدفع السواد الاعظم من مصاريف تنقلهم و اقامتهم و اخضاهم لاختبارات “بي سي إر” إضافة الى الاكفل بالحالات التي تبين أنها إيجابية.
من جهة أخرى، لابد من الاشارة الى المجهودات المضاعفة التي بذلتها السلطات الصحية و الامنية، و العمل المضاعف الذي قام به عناصرها، خدمة للجالية و لكل شخص كان خارج ارض الوطن لغرض السياحة أو الاستشفاء، و هو ما دفع عددا كبيرا من الجالية الذين عاينوا هذا الامر الى المطالبة بصرف تعويضات لرجال الامن و الاطر الطبية الذين كانوا يسهرون على تنقلاتهم، و منهم من لم يخفي اعجابه بمهنية رجال الامن و الاطر الطبية و قيامهم بواجباتهم على أحسن وجه.
الاهتمام الملكي بمغاربة العالم، تمخض عنه استراتيجية عمل أبدعها القصر، و نجح في تنزيلها القائمون على تدبير الجائحة، و بعدما أمر الملك بفتح عدد من المنافذ البحرية و الجوية في وجه العائدين الى ارض الوطن، أعطى تعليماته السامية لشركات النقل الجوي و البحري، من أجل تسقيف اسعار التذاكر و جعلها في متناول جميع المسافرين و هو ما مكن من دخول ملايين المغاربة الى ارض الوطن، و شجعهم على زيارة ذوييهم قبل الاغلاق الكلي للحدود.
ما تحقق من نتائج فيما يتعلق بمغاربة الخارج، و عودتهم الى الوطن، لم يتوقف عند هذا الحد، و القصر معتكف الى حدود اليوم على دراسة السبل و الحلول التي من شأنها الحفاظ على أقصى مايمكن الحفاظ عليه من الروابط بين البلد و ابنائه، في حدود الممكن و دون المساس بالامن الصحي لبقية المغاربة المقيمين داخل ارض الوطن، و هو ما يجعل العديد من المتتبعين بتوقعون خطوات و بوادر ملكية في القادم من الايام، ستسمح باستمرار حركة مغاربة العالم من و الى المغرب.
و إذا كان المغرب قد نجح بفضل التوجيهات الملكية في وضع خطط استباقية لمحاربة انتشار الفيروس اللعين، فإن ما استطاعت السلطات تقديمه لمغاربة المهجر، يعتبر نجاحا منفردا، تميزت به بلادنا عن مجموعة من بلدان العالم و جعلت المهاجرين انفسهم يعبرون عن اعجابهم بطريقة تدبير الدوائر العليا للوضع الصحي، و يشكرون جلالة الملك على ما يقوم به من أجل الحفاظ على الروابط الوجدانية بينهم و بين بلدهم اينما حلوا و ارتحلوا.