المحرر الرباط
هل سبق لأحدكم و أن وقف على ضفاف بركة مائية، لا يمكن رؤية قعرها، اللهم بعض النباتات المائية التي يتقزز منها البعض، ما الذي يقع عندما يقوم شخص ما بتحريك مياه هذه البركة؟؟؟؟ بطبيعة الحال تظهر صغار الضفادع التي تنتشر هنا و هناك فجأة، محاولة الهرب من خطر أحست به، و هكذا يكون تحريك المياه الراكدة، دليل لمعرفة ما يوجد يقعر البركة.
هذا ما حصل بالظبط، عندما نشرنا مقالات ليست سوى غيضا من فيض، حول “الغزوة”، التي نتمسك بتسميتها، لأننا نعلم كما يعلم المتضامنون مع صبري، أن شواطئ بوجدور و الداخلة كانت في الامس القريب تعج بالاسماك التي كانت تسبح الى جانب المصطافين، قبل أن تنقرض و لاتزال في طور الانقراض بسبب “الغزوة” التي يقودها لوبي كل من موقع نشاطاته.
فان تتضامن مع شخص لأنك ترى أنه نزيه، أو لأن لك مصالح مرتبطة بمصالحه، فذلك شيء طبيعي و عادي جدا، لكن أن تدعي النبوة، فتتحدث و كأنك الوحيد الذي يعلم خصوصيات البحر، و تمتلك مفاتيح الاعلام المخول له الحديث في شؤون المغرب الازرق، فهذا يحتاج الى كثير من التفكير، تفكير عميق قد ينتهي بك الى فتاة جميلة، تضع أحمر الشفايف على شفتيها و تصبغ أظافرها باللون الاحمر، ثم تدعي انتماءها لنساء البحر.
أحم أحم، نساء البحر، و حسب ما بلغ الى علمنا من اسلافنا المنعمين، واضحات الملامح، ذات ايدي شقا خيط مربوطة فيه صنارة، و لم نسمع قط بنساء بحر يرتدين “ميني جيب”، و يجلسن فوق مكاتب مكيفة، بعدما استطعن بطريقة أو بأخرى امتلاك باخرة ثم رخصة للصيد ثم تسيير رجال بلحاهم، دونا عن باقي نساء المغرب، على العموم اللهم لا حسد، و قد نكون امام حوريات البحر اللاتي يتفادين عين الحساد من أمثالنا نحن الاشرار.
نعم، نحن اشرار، لأننا لم نفلح في امتلاك “شومبرير” نستخدمه في استغلال كيلو من الكالامار، و لا نجيد سوى الحسد، و استهداف الرجال الذين استطاعوا أن ينطلقوا من الصفر، و الذين قدموا من حي كريكوان، البعيد شيئا ما عن الميناء، فتربعوا على عرش الغرفة الاطلسية، نعم ايها الاخوة، نحن حساد و أشرار، و نقف في طريق الرزق “لمخضر بكالامار و لانشوبا”….
قضية الفساد الذي ينخر سواحل الاقاليم الجنوبية، و بعدما تطرقنا الى جزء بسيط منها، حركت المياه الراكدة، و أخرجت سمك السنور من جحوره، ليظهر الغيورون على المخطط الازرق، الذين رؤوا أننا اعداء النجاح، رغم أن الجميع يعلم بأننا لا نمتلك سوى راتبا لا يكفي لشهر من الايام، و رغم أنهم مستفيدون كل من موقعه، و نحن من نشتري سمك السردين بعشرة دراهم و عشرين درهما، رغم أننا نتقاسم واجهتين بحريتين، فنحن نشوش على من حباهم الله برخص الصيد و بواخره، و نحسدهمن كم نحن اشرار.
على العموم و كما يقول المثل الدارج “كل واحد بلاكتو على ظهروا”، بدءا بصاحب الجمعية لي جا لبوجدور كايبوس الرجلين باش يخليوه يصيد و مع ذلك جراو عليه و كأنه مواطن من الدرجة العشرين، و انتهاءا بالسيد المستشار، لي كايشد الطيارة من العيون، و كايبات فالفيلا ديال صاحبنا، قبل ما يتوجه للوزارة يدافع عليه مقابل معزة مشوية، و نحن على العهد سائرون، لاننا نحب الحسد، و نتمسك به، كما يتمسك اصحابنا المتضامنون بالذل و لحيس الكابة.
أما بالنسبة للسيد كمال، فنحن لا نستهدفه، و لا نشهر به، لأن التشهير يدخل في نطاق الحياة الخاصة للانسان، و التي تفادينا أن نخوض فيها كي لا نقع في منزلق التشهير، و نقول للزملاء الذين اتهمونا بما ليس لهم به علم، أن أول ما يبتدؤ به الانسان من اجل التشهير، هو عندما نتحدث عن فلان او علان، فنبدؤ معه من الصفر، منذ أن كان يغسل المراكب الى أن تزوج بطليقة زميله، و هكذا دواليك…. لا و الف لا ايها الزملاء نحن لا نشهر باحد، و انتظرونا في مقالات قادمة…. بيزو.