المحرر الرباط
تجاوز عمر حكومة عزيز أخنوش المائة يوم، ولازال المواطن ينتظر بصيص أمل نحو المستقبل الذي رسمه حزب التجمع الوطني قبل انطلاق اخر حملة انتخابية، في وقت يؤكد فيه آلاف المغاربة على أن التطورات التي تعيشها بلادنا على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي لا تبشر بالخير، و تتذر بمزيد من السنوات العجاف.
الزيادات الصاروخية في مجموعة من المواد التي يستهلكها المواطن في بيته و في عمله، و الاي طالت عددا من المواد الغذائية الاساسية، دفعت العديد من النشطاء الى التساؤل عما إذا كانت مرتبطة بفوز التجمعيين في الانتخابات، خصوصا و أن الاعلان عنها تم مباشرة بعد تشكيل الحكومة، وغي المقابل لازال دخل المواطن المغربي لم يتحرك من مكانه ولازال مستواه الاقتصادي و الاجتماعي ثابتا لا يتزحزح.
الخطير فيما يقع هو السكوت المهول للصحافة و النشطاء و الفئة التي كانت تكسر رؤوسنا حتى الامس القريب بانتقادها لحكومتي بنكيران و العثماني، و هو ما أصبح ملموسا حتى لدى الطبقة الغير مثقفة، و الاي تتساءل عن اسباب تراجع وسائل الاعلام و “المثقفين” عن انتقاذ حكومة التجمع الوطني للاحرار، خصوصا تلك التي كانت تتبنى مواقف تدعي من خلالها الدفاع عن حقوق المستضعفين.
العارفون بخبايا الامور، يعلمون بأن عزيز أخنوش، صاحب الثروة الهائلة، قد تمكن من شراء سكوت معظم الجرائد، مقابل الاشهار الذي توزعه مجموعة من الادارات العمومية و الشركات الخاصة التابعة له، و هو ما يحول دون أن يتجرأ مجموعة من الصحافيين على البوح بما يعرفونه حول اختلالات الحكومة، حفاظا على لقمة العيش و حتى لا يتم توقيفهم من طرف ارباب العمل الذين يستفيدون من تلك الاشهارات.
جميعنا نتذكر وعود أخنوش التي كانت تطل علينا من كل موقع زرناه على الشبكة العنكبوتية، و الكل يعلم بأن حزب الحمامة قد قدم التزامات كبيرة من بينها صرف الفين و خمسمئة درهم لاحدى الفئات المجتمعية، و بشكل شهري، بل ان قياديا اكد استعداده للرجم بالحجارة كما يرجم الشيطان في البقاع المقدسة إذا لم تتحقق هذه الوعود، و هي المهمة التي من المفروض أن يتكلف بها نواب الامة طالما أن هذا الاخير يجلس فوقهم بمجلس النواب.
الكل ينتظر الرفاهية التي وعد بها التجمعيون، و الكل تفاجأ لهذا الارتفاع الصاروخي في المواد الاستهلاكية، و الذي يقابله جفاف تسبب في خسارة كبيرة للفلاحين، و كأن الطبيعة قد غضبت من فوز حزب رؤوس الاموال، و بينما تواصل وسائل الاعلام سكوتها المطبق على ما يقع في حكومة بلادنا، يزداد غضب المواطن يوما بعد يوم ولا شك أن طاقته لم تعد تتحمل تبعات التدبير الكارثي لحكومة سقطت فوق رأسه بالمظلة.