المحرر الرباط
و فجأة تحول الفايسبوك الى مسيرة خضراء مظفرة، تجوب فيها صورة ولد لبلاد البروفايلات، لتؤكد للعالم أن سعد لمجرد، هو فنان مغربي و أن الوطنية الحقة تستوجب الوقوف الى جانبه، بل ان احداهن تمنت لو أن سي سعد اغتصبها و لم يغتصب الفرنسية، الى ذلك من ردات الفعل التي عكست الوطنية الموسمية التي تخلق في قلوب الوطنية بين الفينة و الاخرى.
جميل أن نتضامن مع سعد لمجرد، لو أنه مظلوم، و كل من يدافعون عنه اليوم يعطون المثال بالقضاء الفرنسي، و يفضلونه على نظيره المغربي، فقط ما يجب أن نعلمه أو بالاحرى أن نتذكره، هو أن الجميل سعد سبق له و أن طلب مبلغا خياليا مقابل الغناء في مناسبة وطنية، كما لا يفوتنا أن نذكركم ب “شريتي فالضحى؟ والله حتى معلم”، فمن يدري ربما تكون دعوات من اشترى شققا اقتصادية و ندم تترجم اليوم على أرض الواقع.
اخواني اخواتي، سعد لمجرد و مهما وصل من الشهرة، فانه ليس سوى مواطنا يطبق عليه القانون، شأنه شأن اي مواطن اغتصب فتاة بالقوة، فلا تجعلوا منه صاحب حصانة يغتصب بنات الناس و يستهلك الهيروين و يفعل ما يحلو له دون أن تطاله يد العدالة، و ان أردتم أن تتضامنوا مع اي شخص باسم الوطنية، فلا تنسوا أن المهجر يعج بمئات العلماء المغاربة الذين يحتاجون لاعادة اعتبار و تكريم و يستحقون التتويج بولد لبلاد.
هل تعلمون أن الراي العام الفرنسي يتداول خبر “اغتصاب مغربي لفرنسية”، ولا يهمهم من يكون هذا المغربي؟ بمعنى اخر فان ما فعله سعد لمجرد لا يستحق التضامن بقدر ما يستحق التبرأ منه، لأنني كمغربي و استسمح منكم، لا أفتخر أن يقوم ابن بلدي بتلطيخ سمعتي خارج الوطن، و ان كان سعد مذنب فسيلقى نصيبه من العقاب، أما اذا كان بريئا، فأنتم أول من يدافع على نزاهة القضاء الفرنسي، فدعوه يعمل بعيدا عن التشويش.