بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف ال13 فبراير من كل سنة، كشف المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري “الهاكا” عن بعض الملاحظات التي طابعت المشهد الإذاعي الوطني على مدى 15 سنة من التحرير.
وأكدت الهيئة في بلاغ لها توصل موقع المحرر بنسخة منه، انه إذا كان الدور الأساسي للخدمة العمومية للاتصال السمعي البصري في بناء منظومة إعلامية وطنية فعالة يبدو بديهيا للجميع، فإن القيمة المضافة للعرض السمعي البصري الخاص لاتزال ربما في حاجة إلى تعريف أكبر واستيعاب أدق.
وأضاف البلاغ، أنه من البديهي أيضا بالنظر لخصوصيات وتطور منظومتنا الإعلامية، أن وضعية الإذاعات الخاصة تتيح بشكل أفضل مساءلة وإبراز تجربة تحرير الاتصال السمعي البصري كقرار سياسي استراتيجي أتى في سياق التحول الديموقراطي للبلاد. فالإذاعة الخاصة تشكل في الواقع العنوان الأبرز للمشهد السمعي البصري الوطني في زمن التحرير.
وأشار البلاغ، إلى أنه منذ سنة 2006، تاريخ منح التراخيص الأولى، أضحى للإذاعات الخاصة حضور معتبر في الحياة اليومية للمغاربة ولكل المقيمين في البلاد، كما نسجت هذه الإذاعات رباطا متينا، عبر الأنترنيت، مع فئات واسعة من مغاربة العالم، بسماتهم المتعددة، مؤكدا أنهعلى مدى 15 سنة من التحرير، انبثق مشهد إذاعي جديد ومتنوع، برهن على دينامية كبيرة وصمود متميز، وإن كان وعينا ومسؤوليتنا الجماعيين يفرضان علينا الإقرار بأن هامش الإبداع والتجويد والتجديد في هذا المجال، لا يزال فسيحا.
وكشفت الهاكا، أن العرض الإذاعي الوطني الخاص، بلغ إلى حدود نهاية 2021، 20 خدمة إذاعية تبث بالتشكيل الترددي إف إم مقدمة من طرف 13 متعهدا، من بينها 7 إذاعات ذات تغطية وطنية، 4 إذاعات ذات تغطية متعددة الجهات،(2) شبكتان من 8 إذاعات جهوية، (1) إذاعة تغطي مجموعة من المدن، بالإضافة إلى باقة من 11 إذاعة تبث على الأنترنيت.
وأضافت أن هذه الخدمات الخاصة التي تقدم عروضا برامجية متنوعة: مجتمع، أخبار، موسيقى، رياضة، اقتصاد، ثقافة، فلاحة، فن العيش، إلخ، تتكامل مع خدمات القطاع العمومي التي تشمل 5 إذاعات ذات تغطية وطنية و11 إذاعة ذات تغطية جهوية.
في غضون ذلك، قالت الهيأة إن تغيرات كثيرة طرأت على حياة المواطن المغربي المستخدم لوسائل الإعلام منذ إنهاء احتكار الدولة للبث الإذاعي والتلفزي وتحرير القطاع، فاليوم، وعلى امتداد أكثر من 80 بالمائة من مجموع التراب الوطني، تضيف “الهاكا” يتاح للمستمعين الاختيار ما بين 11 و20 خدمة إذاعية عمومية وخاصة تبث بالتشكيل الترددي إف.إم. ويمكن أن يصل العرض الإذاعي في المناطق الأخرى الأقل تغطية، إلى 10 خدمات.
في السياق ذاته، ولضمان استفادة مجموع المواطنين من تحرير قطاع الاتصال السمعي البصري، أوضحت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أن التغطية المجالية لشبكات بث الخدمات الإذاعية تعرف توسيعا مستمرا بفضل مجهودات القطب العمومي والمتعهدين الخواص، مشيرة من جهة أخرى، إلى أن التعاون النشط بين الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات يمكن من تأمين تدبير ناجع وفعال للطيف الترددي الوطني الضروري والميسر لعملية التوسيع هذه.
و قالت “الهاكا”، إنه بفضل انخراط المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري ومجهودات المتعهدين، تم إحراز تقدم ملحوظ على مستوى الإنصاف الترابي للتغطية الإذاعية الخاصة.
فبين سنتي 2007 و2021، عينت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ما مجموعه 491 ترددا لبث الخدمات الإذاعية الخاصة.
ومن خلال تتبعها للبرامج الإذاعية، قالت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري إنها تعاين بانتظام إسهام الإذاعات الخاصة في مهام الخدمة العمومية.
فمشاركة هذه الإذاعات في المجهود الوطني للتواصل العمومي في التصدي لتفشي كوفيد19، مثال من بين أمثلة أخرى بهذا الخصوص. كما أبرز تتبع المواكبة الإعلامية للانتخابات العامة المنظمة ببلادنا يوم 08 شتنبر 2021، دور الإذاعات الخاصة في تعزيز التعبير التعددي للآراء.