ليس دفاعا عن مايسة سلامة الناجي

المحرر الرباط

 

و أنا أتابع الكلمة التي القاها عبد الاله بنكيران، زعيم أضعف حزب في المشهد السياسي الوطني الى حدود الساعة، أثار انتباهي هجومه الغير مسبوق على المدونة مايسة سلامة الناجي، و كيف أن الرجل الذي يتقاضى سبعة ملايين سنتيم شهريا، و دون وجه حق، اتهم هذه الاخيرة بتلقي اموال مقابل خدمة أجندات معينة، في مشهد يكرس للمثل الشعبي القائل “الجمل كايشوف غا ظهر صاحبو”.

مايسة التي اتفق معها في بعض الامور و اخالفها الرأي في البعض الاخر، تماما مثل عبد الاله بنكيران، كانت هدفا لسهام زعيم حزب دبر شؤوننا لولايتين، و ها نحن اليوم نجني ثمار تدبيره هذا، و ندفع ثمن قرارات الملتحي الذي كان يقول في أخنوش ما لم يقله مالك في الخمر، قبل أن يطل علينا في آخر خرجة بعدما تجاوز وعكته الصحية، التي غادر بسببها البلاد للعلاج عند الكفار تاركا اصلاحاته للمنظومة الصحية لمن وضعوا فيه ذات يوم ثقتهم.

و إذا كان بنكيران قد وصف مايسة بالمنافقة، لأنها غيرت من مظهرها و بعض افكارها الدينية، و قررت أن تصبح أكثر تحررا من ذي قبل، فلا بأس بأن نذكره بأنه كان في الماضي منحرفا قبل أن يرتدي الجلباب و يعتلي المحراب، و هاهو اليوم في درجة بين هذا ذاك، ولا أحد يستطيع أن يفهم توجهه إن كان اسلاميا يصيح تحت قبة البرلمان “غرغري أو لا تغرغري” أم شيوعيا لا مانع لديه في تطبيع بلده مع اسرائيل، أم معتدلا يحارب المال الحرام و يتقضى مبلغا سمينا دون أن يؤدي في مقابله أي عمل.

النفاق بعينه و يديه و رجليه، هو أن يدافع بنكيران عن بقاء اخنوش رئيسا للحكومة، أياما قليلة عقب اتهامه لحزب الحمامة بشراء اصوات الناخبين، و بعدما كان يصرخ و يضرب الطاولة بكفيه واصفا هذا الاخير برجل الاعمال الذي لا يصلح لممارسة السياسة، و هنا لابد من التساؤل حول اسباب هدا الانقلاب المفاجئ في المواقف، و استحضار اتهامه لمايسة بتلقي اموال نظير ما تقوله و تعبره عنه عبر قناتها على موقع يوتوب، و في اطار ما يخوله لها الدستور من حق في التعبير.

لا أظن أن المواطن قد عايش نفاقا أكبر من النفاق الذي ظهر عليه الاستاذ عبد الاله بنكيران و هو يدافع عن رجل لطالما نصحه بالابتعاد عن السياسة، و يطالب ببقائه على رأس حكومة فشلت في أول امتحان لها، لدرجة أن هناك من يعتقد أن الرجل قد بدأ في أداء وظيفته التي يتلقى لاجلها سبعة ملايين سنتيم شهريا من حكومة أخنوش نفسه الذي لم يكن بنكيران راضيا على مدح الاعلاميين و النشطاء له، و هاجم من كان يسانده قبل الانتخابات.

ما يمكن أن نفهم من خلال خرجة بنكيران، هو أن الرجل قد آمن بأن حكومة عزيز أخنوش هي التي تصرف له اليوم ذلك الراتب، و كي لا يجد المتاعب في وصول تلك الرسالة النصبة التي تخبره بوصول السبعة ملايين الى حسابه، فمن الطبيعي أن يدافع عن رئيس الحكومة حتى و إن اقتضى الامر الدخول في صراع مع العالم لاجل ذلك، و هو الشيء الطبيعي عند بنكيران الذي لا يجد حرجا في مهاجمة كل شيء و أي شيء نظير المناصب و المكاسب… و الله اعلم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد