نادية عماري
قال محمد العمراني بوخبزة المحلل السياسي إن الحالة المغربية فريدة على مستوى تشكيل الحكومة، فالمشاورات تعطلت لكونها تتم بهدوء تام، فالكل يأخذ وقته بشكل كاف، يضيف بالقول” العكس هو الذي كان يجب أن يقع، فمباشرة بعد انتخابات 7 اكتوبر، عين الملك رئيس الحكومة وبالتالي فتشكيلها لم يتم بالسرعة المطلوبة بسبب الأحزاب ،وكذا حزب التجمع الذي طالب بانتظاره بعد عقد مؤتمره الاستثنائي.
و اعتبر المحلل السياسي في تصريح لقناة ميدي 1 تيفي أن سيناريو تحالف العدالة والتنمية مع أحزاب الكتلة كان محبذا من طرف بنكيران، لذلك استطاع أن يضم الاستقلال والتقدم والاشتراكية، في حين مانع الاتحاد الاشتراكي.
“اتضح أن حزب الاستقلال يميل للعودة للحكومة، ويشكل الرقم الصعب في التحالف حزب الوردة الذي عرف تراجعا على مستوى الاداء الانتخابي، ولا ننس موقف قياديي البيجيدي من الاتحاد الاشتراكي، فهناك جناح قوي لا يرغب في انضمامه للتحالف الحكومي، بسبب تصريحات ادريس لشكر الذي وصف بنكيران بأوصاف قدحية، وه والشيء الذي تراجع عنه شباط ليتعقل في آخر المطاف على مستوى إعادة النظر في الخطاب”، يشير ذات المصدر.
و أفاد بوخبزة أن عيون الاتحاد الاشتراكي على رئاسة مجلس النواب تعقد من مسألة التحالف الحكومي بقيادة حزب العدالة والتنمية، مضيفا أن بعض الشخصيات المحسوبة على التجمع مسؤولة عن مشاريع كبرى في الحكومة المنتهية ولايتها، مما يبرر وجود رغبة بضرورة الانضمام للتحالف، خاصة أن عدد المقاعد التي حصل عليها الحزب مفيدة للائتلاف الحكومي.
و أشار أن المغرب يحتاج كذلك لمعارضة منسجمة وقوية، يمثلها الأصالة والمعاصرة إضافة لفيدرالية اليسار ، كما أن هناك ميول لجناح قوي داخل الاتحاد االاشتراكي للبقاء في المعارضة، بحيث لا يمكن المراهنة فقط على الأغلبية الحكومية بالبلاد.
“من الملفات الحارقة للحكومة التشغيل والمديونية، و استمرار تنزيل أوراش الإصلاح التي بدأتها الحكومة والتي لا زالت مفتوحة، ومنها تنزيل مضامين الدستور وإصلاح العدالة الذي لم يكتمل لحد الآن، المغرب له رهانات على المستوى الخارجي خاصة ملف الوحدة الترابية والسياسة المغربية نحو افريقيا”، يؤكد المحلل السياسي.